للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"إن العقيدة الراسخة عند النجديين- أمرائهم وعلمائهم- أن الله مكنهم في جزيرة العرب، وأن سلطانهم في تلك الجزيرة لإحياء معالم الشريعة، وإظهار دين الله وجعل سلطان التوحيد في الجزيرة هو السلطان الأول. وإزالة كل أثر من آثار الشرك".

ولقد قال الإمام سعود في خطبته بعد دخول مكة سنة ١٢١٨هـ:

"إنا كنا من أضعف العرب، ولما أراد الله ظهور هذا الدين دعونا إليه، وكل يهزأ بنا ويقاتلنا".

وكان الملك عبد العزيز رحمه الله في كل مناسبة يشير إلى هذا ذاكرا فضل الله عليه وعلى أجداده من قبل وأن ما وقع على آل سعود في أيامهم الأولى لم يكن إلا عقوبة لهم من الله تعالى لتهاونهم في أمر المحافظة على الدين والانصراف إلى أمور الدنيا.

ولذا فإن المشايخ من وقت لآخر مازالوا يقدِّمون النصيحة لإمامهم ويوصونه بالمحافظة على الدين والأخذ على أيدى المتهاونين به، إذا رأوا شيئا من التراخي والتهاون من ذوي النفوذ والسلطان " ١.

وكما قال حافظ وهبة: " لا يزال العلماء وذوو الحجى في كل عهد يقدمون النصيحة ولا يتوانون في لفت نظر ولي الأمر منهم إلى ما فيه مصلحة الإسلام والمسلمين ويذكرونه بعاقبة التفريط وأن الله لا يغير ما


١ جزيرة العرب في القرن العشرين، تأليف حافظ وهبة ص ٣٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>