ثم ذكروا السبب لتحريره وأَنه محض النصيحة وبينوا له نعمة الإسلام، ومن ذلك أنه لا إسلام إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بالسمع والطاعة، كما لا يخفى على الملك ولا على أحد له معرفة بالإسلام، ومن ذلك منة الله تعالى في آخر هذا الزمان الذي اشتدت فيه غربة الإسلام، بهداية غالب بادية أهل نجد خصوصا رؤساؤهم وما جعله الله من حظ وافر للملك عبد العزيز في إعانتهم ببناء مساجدهم ومدنهم، وفشو الإسلام في نجد جنوبا وشمالا، وعناية الله بعباده، وحكمته لا يعلمها إلا هو، ولكن الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف ومن معه رأوا أمرا يوجب الخلل على أهل الإسلام ويدخل التفرق في دولتهم وهو الاستبداد من دون إمامهم بزعمهم أنه بنية الجهاد، ولم يعلموا أن حقيقة الجهاد ومصالحة العدو وبذل الذمة للعامة وإقامة الحدود أنها مختصة بالإمام ومتعلقة به، ولا لأحد من الرعية دخل في ذلك إلا بولايته، والذي يعقد له راية ويمضي في أمر من دون إذن الإمام ونيابته فلا هو من أهل الجهاد
في سبيل الله، إلى آخر ما دونوه في هذه الرسالة١.
وفي رسائل أخرى ومناسبات متعددة كان جميع المشايخ من علماء الدعوة يبينون عقيدة السلف الصالح للناس ويحثونهم على الجماعة والسمع والطاعة، ويبينون حقوق الراعي والرعية وما يجب لكل وما يجب عليه