للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لي التوفيق، وإن خوفي من الله وحده هو الذي حدا بي لأن أجمع شملكم اليوم لنتباحث معا وقد فعلت ذلك حتى لا أقع في نقيصة الإعجاب بالنفس والكبرياء".

وقال الملك: "أيها الإِخوان! تعلمون عظم المنة التي من الله بها علينا بدين الإسلام إذ جمعنا به بعد الفرقة، وأعزنا به بعد الذلة، واذكروا قوله تعالى: {فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ ... } الآية، إِن شفقتي عليكم وعلى ما منَّ الله به علينا وخوفي من تحذيره سبحانه وتعالى بقوله: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} كل هذا دعاني لأن أجمعكم في هذا المكان لتذكروا:

أولا: ما أنعم الله به علينا فنرى ما يجب عمله لشكران هذه النعمة.

وثانيا: لأمر بدا في نفسي وهو أنني خشيت أن يكون في صدر أحد شيء يشكوه مني أو من أحد نوابي وأمرائي بإساءة كانت عليه أو بمنعه حقا من حقوقه، فأردت أن أعرف ذلك منكم لأخرج أمام الله بمعذرة من ذلك وأكون قد أديت ما علي من واجب.

وثالثا: لأسألكم عما في خواطركم وما لديكم من الآراء وما ترونه يصلحكم في أمر دينكم ودنياكم".

وقال الملك: "إن القوة لله جميعا، وكلكم يذكر أنني خرجت عليكم وكنتم فرقا وأحزابا يقتل بعضكم بعضا، وينهب بعضكم بعضا، وجميع من ولاه الله أمركم من عربي أو أجنبي كانوا يدسون لكم الدسائس؛ لتفريق كلمتكم، وإضعاف قوتكم لذهاب أمركم، ويوم خرجت كنت

<<  <  ج: ص:  >  >>