للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن فشا فيها الزنى وبدا الخنا ... فلم تنكر الفحشا ولم يقم الحد

فكم فتنة عمت وكم طَلَّ من دم ... حرام وكم ضلت عصائب وارتدوا

وكم قطع السبل البوادى وأَفسدوا ... فصاروا بها مثل الذئاب التي تعدوا

فإن كان هذا عنده الدين والهدى ... فقد فتحت للدين أعينه الرمد

... الخ ١.

أسباب نهاية الدور الثاني لدولة أنصار عقيدة الشيخ:

لقد حصل خلل في التمسك بعقيدة السلف الصالح من الأمر بالاجتماع ونبذ الفرقة والاختلاف بسبب ما جرى من فتنة بين المسلمين وخروج بعضهم على بعض قد جرت له بيعة وانعقدت له ولاية شرعية في الجملة وقد وصف لنا الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن كيف كان أول هذه الفتنة في رسالته إلى الشيخ حمد بن عتيق٢ وفى غيرها٣ وصفاً دقيقا حكيماً صادقا لأنه رحمه الله عايش تلك الأمور واتفق أن وقعت الفتنة والشقاق في زمنه وهو العالم الخبير، وقد أدرك رحمه الله تعالى ببعد فراسته وصدقها أن من وراء تلك الفتنة أصابع الدولة العثمانية، لا بل أصابع أعداء الإسلام المتسترين بثياب الناصحين، وكثيراً ما يجري من الماكرين الاستحواذ على السلطات بالمخادعة والنفاق، وهم أعداء ألِدّاءَ


١ انظر: الديوان، ص ٤٥-٤٧.
٢ مجموعة الرسائل ... ج٣ ص ٢٧٣-٢٧٦.
٣ المصدر السابق، ص ١٦٢-١٧٢، وص ٦٩-٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>