للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرروا له التوحيد. واستحسنوا اتجاهه وأقروه على معرفته النيرة لحقيقة

الإسلام الَّذي بعث الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم به وحرروا له المعتقد السليم، عقيدة السلف الصالح وشاركوه في مقت الأعمال المنكرة الشائعة في بلاد المسلمين وأن بعضها قد وصل إلى الشرك الأكبر الَّذي لا يغفره الله ولا يصح معه إسلام ولكن عذرهم عدم المساعد لهم في تحقيق ما تضمنه الكتاب والسنة من إقامة الدين وإخلاصه لرب العالمين، وإلا فهم يدينون لله بأنه لايستحق العبادة سواه في أنفسهم وأهليهم وما يقدرون عليه، أما إزالة هذه البدع ونهي الناس عما اعتقدوه وعملوه من منافاة الدين فيحتاج إلى سيف قائم وإمام عادل وكان ذلك متعذرا في وقتهم١.

أما علماء السوء الذين آثروا الحظ الأدنى على الحظ الأعلى، واشتروا الحياة الدنيا بالآخرة {فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} فقد جانب الشيخ محمد بن عبد الوهاب طريقهم وتركهم وترك منهاجهم.

قَال ابن غنام عن الشيخ: إنه رحمه الله "رفض منهج الغلول والخيانة، وأدى من العلم الأمانة، وترك ما كان علماء السوء قبله له سالكون، وفي قعره العميق راكسون" ٢.

ثم قيض الله للشيخ أميرا راشدا ينصر دعوته إلى عقيدة السلف


١ انظر: التوضيح عن توحيد الخلاق، ص ١٩، وانظر: مقالة الشيخ ابن حميد
ص ٩٠ المطبوعة ضمن تحفة الناسك ورسائل أخرى ط ٧.
٢ روضة ابن غنام ج١ /٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>