للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا من خالفهم. وأن ذلك الشرط إلى قيام الساعة.

وفيها: حصر الخوف على أمته من الأئمة المضلين. والتنبيه على معنى عبادة الأوثان١

ويعلق الشيخ عبد الرحمن بن سعدي في القول السديد على هذا الباب:

"باب ما جاء أن بعض هذه الأمة تعبد الأصنام" فيقول: "مقصود هذه الترجمة الحذر من الشرك والخوف منه، وأنه أمر واقع في هذه الأمة لا محالة، والرد على من زعم أن من قال "لا إله إلا الله" وتسمى بالإسلام أنه يبقى على إسلامه ولو فعل ما ينفيه من الاستغاثة بأهل القبور ودعائهم وسمى ذلك توسلا لا عبادة فان هذا باطل.

فإن الوثن اسم جامع لكل ما عبد من دون الله لا فرق بين الأشجار والأحجار والأبنية ولا بين الأنبياء والصالحين والطالحين في هذا الموضع وهو العبادة فانها حق الله وحده فمن دعا غير الله أو عبده فقد اتخذه وثنا وخرج بذلك عن الدين، ولم ينفعه انتسابه إلى الإسلام، فكم انتسب إلى الإسلام من مشرك وملحد وكافر ومنافق! والعبرة بروح الدين وحقيقته لا بمجرد الأسامي والألفاظ التي لا حقيقة لها٢.


١ مؤلفات الشيخ، القسم الأول، العقيدة، كتاب التوحيد ص٦٨-٧١، مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد ص ٢٩٦-٣١٠ وص ٣١١.
٢ القول السديد في مقاصد التوحيد ص ٨٩ -٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>