للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السيف لم يرفع إلى يوم القيامة. ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان. وأنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون، كلهم يزعم أنه نبي وأنا خاتم النبيين. لا نبي بعدي. ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله، تبارك وتعالى" ١.

قال الشيخ فيه: تفسير آية النساء. وتفسير آية المائدة. وتفسير آية الكهف.

وفيها:- وهي أهمها- ما معنى الإيمان بالجبت والطاغوت؟ هل هو اعتقاد قلب، أو هو موافقة أصحابها مع بغضها ومعرفة بطلانها؟.

يقصد الشيخ: أن الذين أوتوا نصيباً من الكتاب وافقوا المشركين في الظاهر أما في قلوبهم فيعتقدون بطلانها ويعرفونه ومع ذلك قالوا: إِن الكفار الذين يعرفون كفرهم أهدى سبيلا من المؤمنين فبمجرد هذه الموافقة للمشركين في الظاهر فقد آمنوا بالجبت والطاغوت٢.


١ تقدم إيراد هذا الحديث وتخريجه، وترجمة البرقاني أيضا (انظر: (١/ ٤١٦-٤١٧) من هذا البحث) .
٢ انظر: سبب نزولها في تفسير ابن جرير الطبري قال ابن جريرحدثنا محمد بن المثنى ثنا ابن أبى عدي عن داود عن عكرمة عن ابن عباس قال لما قدم كعب بن الأشرف مكة قالت له قريش أنت خير أهل المدينة وسيدهم قال نعم قالوا ألا ترى إلى هذا الصنبور المنبتر من قومه يزعم أَنه خيرٌ منا ونحن أهل الحجيج وأهل السدانة وأهل السقاية؟ قال أنتم خير منه، قال: فأنزلت: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} ، ونزلت: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} إلى قوله: {فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً} ابن جرير، التفسير، ج٥ ص ١٣٣. والحديث ذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره من رواية الإِمام أحمد قال حدثنا محمد بن أَبي عدي به. وذكر قريباً منه من رواية ابن أبي حاتم ثم قال ابن كثير وقد روى هذا من غير وجه عن ابن عباس وجماعة من السلف. (ابن كثير، التفسير ج١ص ٥١٣) . وأخرجه ابن حبان في صحيحه كما في موارد الظمان في زوائد ابن حبان ص ٤٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>