للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول الشيخ: "فمن لم يعرف ربه، بمعنى معبوده، ودينه، ورسوله، الذي أرسله الله إليه بدلائله في الدنيا ولم يعمل به سئل عنه في القبر، فلم يعرفه، ومن لم يعرفه في القبر ضربته الملائكة بمرزبة من حديد لو اجتمع عليها الجن والإنس ما أَطاقوا حملها، ومن عرفه بدليله وعمل به في الدنيا ومات عليه سئل في القبر فيجيب بالحق، فإنه ذكر في الحديث "إِن العبد المؤمن أو الموقن إذا وضع في قبره سألته الملائكة عن ربه وعن دينه، وعن نبيه، فيقول ربي الله ودينى الإسلام ونبي محمد، جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا وصدقنا واتبعنا، فيقال له نم صالحا قد علمنا أنك مؤمن، وأعظم البينات الذي جاء به الرسول كتاب الله كما قال تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} وأما المنافق والمرتاب إذا سئل عن ذلك يقول هاه هاه لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته فتعذبه الملائكة١.

ويؤمن الشيخ بالحساب، وأن الحساب متوقف على الرسالة، وأنه عام حتى المرسلين كما قال تعالى: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ} (الأعراف: ٦،٧) .


١ الدرر السنية ج٢ ص ٤٢ وج١ص ٩٧، ومؤلفات الشيخ، القسم الرابع، التفسير ص ١٨٣، القسم الثالث، الفتاوى، مسألة رقم ١٦ ص ٧٨. وانظر: شرح الطحاوية ص ٤٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>