للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويذكرالقول الفصل في عطاء الدنيا بعد أن ذكرخطأ كثير من الناس في نظره إلى ذلك فقال: "بعضهم يظن أن هذا كله نقص أو مذموم، وأن التجرد من المال مطلقا هو الصواب، وبعض يظن أن عطاء الدنيا يدل على رضا الله، وكلاهما على غير الصواب. وذلك أن من أنعم الله عليه بولاية أومال فجعلها طريقا إلى طاعة الله فهو ممدوح، وهو أحد الرجلين الذين يغبطهما المؤمن، وإن كان غير هذا فلا"١ فإِن العطاء ما أغنى أصحاب الحجر: {وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً آمِنِينَ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (الحجر: ٨٢-٨٤) . ما أغنى عنهم ذلك وقت البلاء كما أغنت الأعمال الصالحة عن أهلها برحمة الله تعالى٢. ولا يشهد لأحد من المسلمين بجنة ولا نار إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه يرجو للمحسن ويخاف على المسىء، ولا يكفر أحدا من المسلمين بذنب ولا يخرجه به من دائرة الإسلام٣.


١ مؤلفات الشيخ، القسم الرابع، التفسير، يوسف ص ١٥٧، وقوله أحد الرجلين الذين يغبطهما المؤمن إِشارة إلى حديث (لا حسد إلا في اثنتين) . متفق عليه.
٢ مؤلفات الشيخ، القسم الرابع، التفسير، الحجر، ص ١٩١، ١٩٤.
٣ الدرر السنية، ج١، ص٣٠. وص ١١ من مؤلفات الشيخ، القسم الخامس. ومؤلفات الشيخ، القسم الخامس، الشخصية رقم ٨ ص ٥٢ وص٥٤، وص ٥٥ ورقم ١٥ ص ١٠١ ورقم ٢١ ص ١٤٧ والقسم الرابع، التفسير، البقرة ص ٢٥ والأعراف ص ٩٥-١٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>