وأنصاره يحتضنون شيئا من هذه الدعوات بقصد احتوائهم وجعلهم تبعا لهم. ولا يطمئنون لبعض طرقهم المخالفة كالنزعات الصوفية أو الكلامية، أو البدع الأخرى، حتى في تعريف العبادة فأكثر هؤلاء لا يعرف أن العبادة مبناها على الأمر الشرعي ولا يعرف أن التوحيد من مقامين مقام توحيد المعرفة والإِثبات، ومقام توحيد القصد والطلب ولا يعرف أن توحيد القصد والطلب الذي هو توحيد الألوهية والعبادة متضمن لتوحيد الربوبية ولا عكس لكن توحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية وكثير منهم إذا عرف التوحيد إنما يعرفه بأنه هو توحيد الربوبية كما ذكرت عن الشيخ محمد عبده، وسائر من تأثر بالأشاعرة، الذين اشتهر عنهم هذا المنهج في تعريفهم التوحيد. ومعلوم أن الإِقرار بتوحيد الربوبية لا يكفي عن الإِتيان بلازمه وهو توحيد الألوهية، وكم من يقر بالربوبية وينكر توحيد الإِلهية؟!.
ولعل في ذلك كفاية في بيان عدم صحة الرأي القائل بأن مثل هذه الدعوات والحركات متأثرة بالشيخ ودعوته وحركته وحركة أنصاره من أجل نصرة دين الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والله أعلم. وبهذا نأتي على ختام هذا الفصل وبختامه أختم الباب الثاني في أثر عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية في العالم الإسلامي ونأتي إلى خاتمة البحث كله سائلين الله حسن الخاتمة.