للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجهل به والإعراض عنه وعدم قبوله والانقياد له سبب لدخول النار. فلما قدمنا بعض جهاتكم رأينا أهلها قد جال بهم الشيطان والهوى، وتمادوا في الغي والطغيان والإعراض عن النور والهدى، وفرقوا أمرهم وكانوا شيعا، وغلب عليهم الجهل وإيثار الشهوات، واستجابوا لداعي الشبهات، فوقعوا في وادى جهل خطير، فهم على شفا حفرة من السعير، وغلب على أكثرهم الاعتقاد في أهل القبور والأحجار والغيران، وتعظيم أهل الصلاح من المقبورين، وهذا هو دين أهل الجاهلية الأولين. ثم أخذ يشرح عقيدة السلف الصالح ويدعو إليها بالحجج والبراهين١.

ورسالة أخرى من الشيخ محمد بن عبد اللطيف إلى من ذكرنا في الرسالة التي قبلها من أهل تلك الجهات ومنها جهة اليمن، وفي هذه الرسالة يركز الشيخ محمد بن عبد اللطيف على أن عقيدتهم ودينهم هو دين الإسلام، وهو عقيدة أهل الحق، أهل السنة والجماعة، وهم السلف الصالح٢.

وما من شك أن مثل تلك الجهود والرسائل كان لها أثر جيد في جهات اليمن مما خرج عن سلطان أنصارها، على ما سنبينه قريبا في مبحث أثرها في اليمن ويضاف إلى ما تقدم من الأسباب تشجيع ولاة


١ الدرر السنية، ج١ص ٢٨٣-٢٩٠.
٢ الدرر السنية، ج١ص ٢٩٠-٢٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>