الناس بذلك لأن الشيخ قدس الله روحه الزكية منهم، وكان جيرانهم ومن بلادهم ظهرت أنوار السنة النبوية. وفي الحديث الصحيح ما يشعر بأنهم هم المؤيدون للسنة، وهو قوله صلى الله عليه وسلم:"لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق وهم في الغرب ". قال بعض شراح الحديث: المراد بهم أهل الشام، فإنهم أكثر الناس اشتغالاً بالحديث، وأعناهم بحفظ السنة. قال العلامة الحافظ ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية" في الحديث الصحيح "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ". وفي "صحيح البخاري ": "وهم بالشام ". وقد قال كثير من علماء السلف إنهم علماء الحديث، وهذا أيضاً من دلائل النبوة، فإن أهل الحديث بالشام اليوم أكثر من سائر أقاليم الإسلام ولله الحمد، ولاسيما بمدينة دمشق حماها الله وصانها، كما ورد في الحديث أنها تكون معقل المسلمين عند وقوع الفتن ". انتهى.
وابن تيمية وأصحابه من أهل الشام، وقيامه بالانتصار للسنة ورد البدع أمر لا ينكر، ولا بعد أن يكون الحديث الشريف إشارة إليه وإلى أضرابه، فهو من أعلام النبوة، فتأمله فإنه دقيق.
وممن أثنى على الشيخ ابن تيمية كثير من أصحاب المجلات العلمية التي تنشر في مصر وغيرها، كالفاضل الكامل صاحب "المؤيد الأغر" الذي فاق البلغاء الأولين في تحريره وبيانه، ووقوفه ومزيد عرفانه، وهو الذي إذا حرر حبر، وإذا تكلم حير، فسح الله تعالى في مدته، وهو لم يزل يثني على الشيخ ويحث على نشر كتبه واقتنائها، ويكبح المنكرين عليه، جزاه الله عن المسلمين خيراً، وكثر أمثاله فيهم.
ومنهم صاحب "مجلة المنار" وهو الفاضل الذي ظهر فضله ظهور الشمس في رابعة النهار، ومجلته كأنها روضة نقطها الغمام قطراً، ونسيم أسحار هببن على قلب متيم قد توقد جمراً، أودع فيها دواء الأسفام الروحانية، وترياق العلل الجسمانية، قد شيد، فيها أركان الإسلام، ورفع فيها قواعد الأحكام، وكم جلا فيها عن وجه الحق ما انسدل عليه من الحجب، وأوضح دقائق الحقائق التي أجنتها