للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومع ذلك فقد رأيت الصواب في مثله. الإهمال، وعدم التعرض له بحال من الأحوال. إلى أن قال: ثم رأيت له عبارة لا يجوز السكوت عليها لانتشار كتابه وطبعه قد رد بها على الإمام السبكي في عبارة بين فيها وجوب تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم، فرأيت من اللازم ذكر العبارتين، وبيان ما في عبارته من الخطأ والشين. ثم إنه أورد أولاً عبارة السبكي فقال:

عبارة الإمام السبكي قال: والقران كله والإجماع المعلوم من الدين بالضرورة وسير الصحابة والتابعين وجميع علماء المسلمين والسلف الصالحين على وجوب تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم، والمبالغة في ذلك، ومن تأمل القرآن وما تضمنه من التصريح والإيماء إلى وجوب المبالغة في تعظيمه وتوقيره والأدب معه صلى الله عليه وسلم وما كان الصحابة يعاملونه به من ذلك امتلأ قلبه إيماناً.

ثم أورد النبهاني العبارة الأخرى فقال:

عبارة ابن عبد الهادي: "وقوله- يعني السبكي-: إن المبالغة في تعظيمه واجبة، أيريد بها المبالغة بحسب ما يراه كل أحد تعظيماً- حتى الحج إلى قبره، والسجود له، والطواف به، واعتقاد أنه يعلم الغيب، وأنه يعطي ويمنع، ويملك لمن استغاث به من دون الله الضر والنفع، وأنه يقضي حوائج السائلين، ويفرج كربات المكروبين، وأنه يشفع فيمن يشاء ويدخل الجنة من يشاء- فدعوى وجوب المبالغة في هذا التعظيم مبالغة في الشرك وانسلاخ من جملة الدين". انتهت عبارته.

ثم قال النبهاني معترضاً عليه: إنه قد كذب في بعض عبارته على أهل السنة وهو في بعضها من أقبح المكابرين، أما ما كذب به فقوله: حتى الحج إلى قبره والسجود له والطواف به، فهذا من أشنع الكذب الظاهر، والاختلاق الفاحش، فإنه لم يقل أحد بجواز شيء من ذلك من أهل السنة والجماعة القائلين بأن السفر لزيارته صلى الله عليه وسلم من أجل القربات، وأعظم الطاعات، فكيف جاز له التعبير بتلك العبارات، ومعلوم بأن أجهل المسلمين يفرق بين. حج البيت الحرام وزيارة

<<  <  ج: ص:  >  >>