للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا تزوج رقيق تمحض رق أصوله مُعتَقةً بفتح التاء فأوْلدَها ولداً فإنَّ الولدَ حرٌ، لأنه يتبع أمه رقاً وحرية ويثبت عليه الولاء لموالي أمه واسترسل الولاء على أولاده وحفدته وإن نزلوا وعلى من يُعتقهم هو أوعتيقه، أو عتيق عتيقة، وهكذا لأنا عجزنا عن إثبات الولاء من جهة الأب، إذ لا ولاء عليه، ولمعتق الأم على هذا الولد نعمة، فأثبتها له الولاء عليه، وعلى أولاده وحفدته وعتقائه، والحفدة بالدال المهملة جمع حافد، وهو ولد الولد. ويطلق أيضاً على الخَدَم والأصهار، والأعوان١. والمراد هنا الأول.

[فإن] ٢ أُعتِق الأب بضم الهمزة وكسر التاء انجرّ الولاء من موالي الأم إلى معتِق الأب، وتقرر.

وبه قال عمر، وعثمان٣، وعلي، وابن مسعود، وزيد بن ثابت -رضي الله عنهم أجمعين٤- لأن ثبوت الولاء لموالي الأم كان لضرورة أنه لا ولاء على الأب، فإذا عتق الأب وثبت عليه زالت الضرورة فرددناه إلى موالي الأب. وبطل ما كان قد ثبت لموالي الأم حتى لا يعود إليهم بانقراض


١ راجع مادة حفد في مفردات ألفاظ القرآن ٢٤٤، ولسان العرب ٣/١٥٣، والقاموس المحيط ٣٥٤.
٢ في (هـ) : فإذا.
٣ هو عثمان بن عفان بن أبي العاص، أمير المؤمنين وثالث الخلفاء الراشدين ذو النورين وأحد العشرة المبشرين بالجنة استشهد سنة ٣٥هـ، -رضي الله عنه-. (أسد الغابة في معرفة الصحابة ٣/٤٨٠، وتهذيب الأسماء واللغات ١/٣٢١، والإصابة في تمييز الصحابة ٤/٢٢٣) .
٤ راجع: سنن البيهقي كتاب الولاء، باب في جرّ الولاء ١٠/٣٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>