للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي المدينة لم يقتصر عمر رضي الله عنه على الجلوس لرعيته للتعرف على أحوالهم بل كان رضي الله عنه يطوف بالمدينة ويراقب رعيته ويواسيهم ويخدمهم.

ذكر عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أنه حرس بالمدينة ليلة مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فبينما هم يمشون في طرقاتها إذ شب لهم سراج في بيت، فانطلقوا نحوه، حتى إذا دنوا منه، إذا باب مغلق عليه قوم، ولهم أصوات مرتفعة ولغط، فقال عمر وأخذ بيد عبد الرحمن: أتدري بيت من هذا؟ قال عبد الرحمن: لا، قال: هو ربيعة بن أمية بن خلف (١)، وهم الآن شرب، فما ترى؟ قال عبد الرحمن: أرى قد أتينا ما نهانا الله عنه، نهانا الله فقال: {وَلَا تَجَسَّسُواْ}، فقد تجسسنا، فانصرف عمر وتركهم (٢).


(١) ربيعة بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة الجمحي القرشي أخو صفوان، كان شهد حجة الوداع، ثم شرب الخمر في عهد عمر رضي الله عنه، وهرب منه إلى الشام، ثم هرب إلى قيصر فتنصر ومات عنده. ابن حجر / الإصابة ١/ ٣٥٠.
(٢) رواه عبد الرزاق / التفسير ٢/ ٢٣٢، ٢٣٣، المصنف ١٠/ ٢٣١، ٢٣٢، ابن شبة / تاريخ المدينة ٢/ ٢٨٧، ٢٨٨، الخرائطي / مكارم الأخلاق ص ٤٨١، الحاكم / المستدرك ٤/ ٢٧٧، ٢٧٨، البيهقي/ السنن الكبرى ٨/ ٣٣٣، صحيح من طريق عبد الرزاق. قال: عن معمر عن الزهري عن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف عن المسور بن مخرمة عن عبد الرحمن بن عوف.

<<  <  ج: ص:  >  >>