للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- تعالى-: {.... وَآتُوا الزَّكَاةَ} ١.

ونظائر ذلك مما لا يخفى، يدل على إجماعهم على اعتقاد الوجوب.

الرابع: أن أهل اللغة عقلوا٢ من إطلاق الوجوب؛ لأن السيد لو أمر عبده، فخالفه، حسن -عندهم- لومه وتوبيخه وحسن العذر في عقوبته لمخالفتة الأمر، والواجب: ما يعاقب بتركه، أو يذم بتركه.

فإن قيل: إنما لزمت العقوبة؛ لأن الشريعة أوجبت ذلك.

قلنا: إنما أوجبت طاعته إذا أتى السيد بما يقتضي الإيجاب، ولو أذن له في الفعل، أو حرمه عليه: لم يجب عليه.

ولأن مخالفة الأمر معصية. قال الله -تعالى-: {لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ} ٣، وقال: {أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي} ٤، ويقال: {أمرتك فعصيتني} .

وقال الشاعر٥:

أمرتك أمرا جازما فعصيتني٦ ... .............................


١ سورة البقرة الآيات: ٤٣-١١٠، وسورة النور الآية: ٥٦، والمزمل الآية ٢٠.
٢ أي: فهموا.
٣ سورة التحريم من الآية: ٦.
٤ سورة طه من الآية: ٩٣.
٥ هو: الحصين بن المنذر الذهلي الرقاشي، من أهل البصرة، حامل راية بكر بن وائل في معركة "صفين" كان مع جيش علي، وكان شابا، ثم أصبح شريفا في قومه، وكان يكني نفسه بأبي ساسان، وكنيته في الحقيقة: أبو حفص. انظر: وفيات الأعيان "٦/ ٢٩٠".
٦ هذا صدر بيت ضمن بيتين قالهما ليزيد بن المهلب لما أمره الحجاج بترك البصرة عام ٨٥هـ فاستشار الحصين فأنشده

<<  <  ج: ص:  >  >>