المفضول؟ فهل هذا إلا استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير؟
١٦ - إن كثيرًا من العلماء السابقين ذهبوا إلى منع التوسل بالذوات ونص غير واحد منهم على أنه لا يجوز.
قال الإمام أبو حنيفة ﵀ ونقله عنه أصحابه مقررين له:
"ويكره أن يدعو الله إلا به". وفي رواية عن أبي يوسف عن أبي حنيفة:"لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به"، والدعاء المأذون فيه المأمور به - ما استفيد من قوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ [الأعراف: ١٨٠]. "ويكره أن يقول في دعائه أسألك بمعقد العز من عرشك"، وقالوا أيضًا:"ويكره أن يقول في دعائه أعطني بحق فلان كذا وبحق محمد ﷺ كذا أو بحق أنبيائك وأولياءك أو بحق البيت أو المشعر الحرام … "(١).
والمراد من قول أبي حنيفة ﵀ يكره أن يدعو الله إلا به أو لا ينبغي … كراهة التحريم كما هي عادة السلف يطلقون هذه العبارات على ما هو محرم وهي لغة الكتاب والسنة والسلف الصالح، قبل أن يحدث
(١) الجامع الصغير مع شرح القاضي خان: ٢/ ٢ ل ٣٢٢، وفوائد الجامع الصغير للصدر الشهيد: ل ٩٧، والنافع الكبير لمن يطالع الجامع الصغير للكنوي ص: ٣٩٥، والهداية للمرغيناني: ٤/ ٩٦، والمختار في الفتوى مع شرحه الاختيار: ٤/ ١٦٤، والفتاوى البزازية: ٣/ ٣٥١، وتبيين الحقائق شرح كنز الحقائق للزيلعي: ٦/ ٣١، ودرر الحكام في شرح غرر الأحكام: ١/ ٣٢١، والخلاصة: ٤/ ٣٢٦، والبناية شرح الهداية للعيني: ٩/ ٣٨٠ - ٣٨٤، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق لابن نجيم: ٨/ ٢٠٧، والتحرير المختار مع رد المحتار: ٢/ ٣٠٩، والكفاية شرح الهداية مع حاشيته نتائج الأفكار: ٨/ ٤٩٨، والدر المختار: ٢/ ٦٣٠، ورد المحتار مع حاشية ابن عابدين: ٥/ ٣٩٥ - ٣٩٧، والفتاوى الهندية: ٥/ ٣١٨، وانظر القاعدة الجليلة نقلًا عن القدوري ص: ٥٠، واقتضاء الصراط المستقيم: ٤٠٧، وإغاثة اللهفان: ١/ ١٦٨، وشرح الطحاوية لابن أبي العز: ٢٠٢، وشرح الإحياء للزبيدي: ٢/ ٢٨٥، ٥/ ٤٤، وشرح الفقه الأكبر للقاري: ١٩٨.