للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا لا ينافي ما ثبت من أنهم عبدوهم أيضًا في غير التحليل والتحريم، لاسيما النصارى فإنه يوجد فيهم من يعبد القديسين ويدعوهم من دون الله تعالى وذلك كثير فيهم (١).

وذلك لأن الذي في حديث عدي إنما هو نوع واحد من عباداتهم المتعددة الأنواع وليس حصرًا لأنواع العبادة التي وقعت منهم أو تقع منهم.

ويدل على ذلك عموم اللفظ في الآية، وعطف المسيح على الأحبار والرهبان وإن كان ذلك من دلالة الاقتران، وهي وإن كانت ضعيفة لكنها هنا لم تكن هي الدليل وحدها وذلك لأنهم لم يعبدوا المسيح بالطاعة فقط، بل عبدوه بكل أنواع العبادات ويؤيد عبادتهم لهم بغير الطاعة قوله : "أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح صوروا فيه تلك الصور. . ." (٢).

وهذه الأدلة تجعلنا نؤول حديث عدي عن ظاهره الذي يقتضي


= وجامع التحصيل: ٢٢٢.
وقد حسن الحديث شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب الإيمان ص: ٦١ فقال: "وفي حديث عدي بن حاتم وهو حديث حسن طويل رواه أحمد والترمذي وغيرهما ثم ساقه، ولم أجده في المسند: ٤/ ٢٥٥ - ٢٥٩ في مسند عدي.
وحسنه الألباني أيضًا في تخريج الحلال رقم ٦ وقد ضعفه جاسم الدوسري في النهج السديد رقم ٩٢.
(١) وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية عبادة النصارى للقديسين ولمريم وغلوهم في الأحبار والرهبان بقصد قبورهم لدعائهم وغير ذلك مما يفيد عبادتهم لهم بغير الطاعة أيضًا انظر ذلك في الفتاوى: ١/ ١٣٥، والجواب الصحيح: ١/ ٣١٩، ورأس الحسين: ١٦٢ - ١٦٤، والجواب الباهر، ومنهاج السنة: ٢/ ٤٣٥، والرد على البكري: ٢٦٥ - ٢٦٦، وقاعدة في التوسل: ١٩. كما ذكر أنهم يسمون مشركين باعتبار ابتداعهم للشرك. انظر الرد على البكري ص: ١٤٨، والفتوى الحموية ص: ١٤، كما ذكر عبادتهم لصور القداديس في الكنائس: الفتاوى: ١٧/ ٤٥٥.
(٢) تقدم تخريجه ص: ٤٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>