ولكونها أعظم مسألة خولف فيها الأنبياء ﵈ عامة ونبينا ﷺ خاصة، كثر اعتناء العلماء بهذه المسألة أكثر من غيرها من مسائل العقيدة لاسيما شيخي الإسلام ابن تيمية وابن عبد الوهاب رحمهما الله تعالى فإنهما قد أسهبا الكلام فيها وأشبعا وأبدا وأعادا وجاهدا في سبيل ذلك حتى غدت مسائلها واضحة نيرة فجزاهما الله عن الإسلام أفضل ما جزي عالمًا على دعوته وجهاده.
إن مفاسد دعاء غير الله تعالى وآثاره الضارة كثيرة جدًّا نذكر منها بعضها على سبيل الإجمال مستعينين بالله ومستهدين به وهو ولي التوفيق.
١ - إن دعاء غير الله تعالى فيه إضاعة لمعنى العبودية، ولمقتضيات الربوبية، فعبودية العبد الله تعالى أشرف صفات العبد وأعلى مقاماته، ولهذا وصف الله رسوله محمدًا ﵌ بها في أشرف المقامات في مقام الإسراء، والدعوة إليه وإنزال الوحي والتحدي بالقرآن، قال تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى﴾ [الإسراء: ١].
ومع أن عبودية العبد الله تعالى أشرف مقاماته صرفها الداعي لغير الله تعالى إلى من لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا فضلًا عن غيره.
قال الشيخ حسين النعمي ﵀:"فالداعي سوى الله والملتجئ إلى غيره، وصارف اضطراره وافتقاره عنه إلى من دونه، بهيئة ما ينبغي أن يكون الله. مضيع لمعنى العبودية ومقتضيات الربوبية"(١).