للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا ومن الأدلة الدالة على منع دعاء غير الله تعالى بعدما تقدم من الكتاب والسنة الأمور التالية:

١ - إجماع علماء الأمة على منع دعاء غير الله تعالى وعده كفرًا وسيأتي (١) نقل هذا الإجماع إن شاء الله تعالى.

٢ - أن الله لم يذكر لنا في كتابه العزيز - مع كثرة ما ذكره من أدعية الأنبياء والصالحين - لم يذكر دعاء واحدًا فيه دعاء لغير الله تعالى، وهذا من الأدلة الجلية الواضحة على أنه لو كان سائغًا لذكره الله تعالى. وقد علمنا أن الله ذكر النهي عنه بأبلغ الأساليب وكرر ذلك وأعاد.

٣ - أن الرسول مع العلم أمته كل خير وحذرها من كل شر ومما علمها الدعاء، فقد حوت كتب السنة المشرفة ألفاظ الأدعية التي علمها رسول الله لأمته وهي كثيرة جدًّا فمع هذه الكثرة وحرص النبي على الخير لم نجد دعاء واحدًا صحيحًا فيه الاستغاثة بغير الله تعالى ودعاؤه والالتجاء إليه.

٤ - قد علم (٢) من دين الإسلام بالاضطرار والتواتر وبإجماع سلف الأمة وأئمتها أن ذلك ليس بواجب ولا مستحب كما علم أن النبي والأنبياء قبله لم يَشْرَعوا للناس دعاء الملائكة والأنبياء والصالحين لا في حياتهم ولا بعد مماتهم.

بل الأنبياء مجمعون على منعه كما تقدم، وما كان كذلك لا يكون عبادة كما لا يمكن لأحد أن يجيزه أو يتأول لمن يفعله إذ من المعلوم أن الدعاء عبادة وهي توقيفية، وقد علمنا أنه لم يشرع دعاء الأموات بل هو ممنوع اتفاقًا.

٥ - أن الرسول (٣) مع كونه لم يشرع هذا - فإنه قد هذا - فإنه قد حرم ذلك وحرم ما يفضي إليه كاتخاذ القبور مساجد.


(١) سيأتي ص: ٥٣٤.
(٢) الفتاوى: ١/ ١٥٩ - ١٦٣، والقاعدة في التوسل: ١٩.
(٣) قاعدة في التوسل: ٢١ - ٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>