يجيبهم عند الاضطرار ولم يقل يقضي حاجتهم. قال تعالى: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (٦٢)﴾ [النمل: ٦٢]، وسياق الآيات يدل على أن الخطاب موجه إلى المشركين لأنهم يعترفون بهذه الأمور ومع ذلك لا يفردون الله تعالى بتوحيد العبادة.
٢ - إن إجابة الدعاء من مقتضى الربوبية وهي شاملة للخلق مؤمنهم وكافرهم فهو يربيهم بالنعم ومنها إجابة الدعاء وإغاثة الملهوف وإعانة المكروب وإزالة الشدائد وكشف الكربات. قال تعالى: ﴿يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (٢٩)﴾ [الرحمن: ٢٩].
٣ - ثم إن الله تعالى قد أجاب دعوة شر خلقه وهو إبليس، قال سفيان بن عيينة ﵀: لا يمنعن أحداً ما يعرفه من نفسه من الدعاء فإن الله قد أجاب دعوة شر خلقه إبليس.
٤ - ثم إنه ليس هناك فرق لغوي أو شرعي بين إجابة الدعاء، وقضاء الحاجة فالمآل واحد.
٥ - ثم إن هذا تقييد لما أطلقه الله تعالى وتخصيص لعموم ما لم يخصه الله فيكون من باب التأويل المذموم.
٦ - ثم إن القول بأن دعاء الكمل يجاب بعينه منقوض لمخالفته لما هو مقطوع به من رد الله تعالى لبعض دعوات رسله حتى أولي العزم منهم:
أ - من ذلك أن الله سبحانه لم يجب دعوة نوح في ابنه بل عاتبه على ذلك: ﴿فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾ [هود: ٤٦].
ب - ومن ذلك أن الله ﷿ لم يجب دعوة إبراهيم في أبيه: ﴿وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ (٨٦)﴾ [الشعراء: ٨٦].
ج - ومن ذلك أن الله ﵎ لم يقبل استغفار النبي ﷺ لأبي طالب وصلاته على عبد الله بن أبي ابن سلول.