للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعضها سننًا (١)، ومنهم من سمى بعضها شروطًا وبعضها آدابًا (٢).

هذا ومما ينبغي التفطن له أن هذه الآداب ليست على مرتبة واحدة بالنسبة لأهميتها للدعاء فبعضها أهم من بعض فهذا هو السبب لاختلاف عبارات المؤلفين فيها، ومما يدل على تفاوت مراتب تلك الآداب أن بعض ما ورد من الأحاديث ربما يدل بظاهره على أن بعض تلك الآداب شرط حقيقي مثل ما يأتي في التلبس بالحرام.

وقد ذكر الزبيدي هذه المسألة عندما عنون الغزالي: "آداب الدعاء" قال الزبيدي: وقد ذكر فيها ما يصلح أن يكون شرطًا له، ولم يميز المصنف بين الأدب والشرط هنا كما فعل الحليمي في المنهاج وغيره ونحن نشير إلى ذلك (٣) ونقل عن ابن الجزري بعض الآداب ثم قال: "وبعض ذلك يعد شرطًا" (٤)، ثم عندما ذكر المصنف التوبة ذكر حديث الرجل يطيل السفر … فأنّى يستجاب له، قال: "ويؤخذ من هذا الحديث أن هذا شرط لا أدب. قال الطرطوشي: من آدابه أكل الحلال ولعله من شروطه" (٥).


(١) منهم الخطابي في كتابه شأن الدعاء ص: ١٣ فإنه قال فإن من شرائط صحته أن يكون ذلك من العبد بإخلاص نيته وإظهار فقر ومسكنة، فذكر أمورًا ثم قال: "ومن سنته أن يرفع إلى الله ﷿ يديه باسطًا كفيه. . .".
(٢) منهم الحليمي في كتابه المنهاج في شعب الإيمان حيث ذكر ١١ شرطًا في: ١/ ٥٢٢، ٥٢٤ - ٥٣٠، ثم عد خصالًا أخرى تبلغ ١٥ خصلة فسماها آدابًا: ١/ ٥٢٣ - ٥٢٤ و ٥٣٠ - ٥٣٩. ومما ينبغي التنبيه عليه أن الذي في النسخة المطبوعة وهي سقيمة جدًا وفيها تحريف وتصحيف أن الحليمي سماها أركانًا بدل الشروط لكن الزركشي والزبيدي نقلا عن الحليمي هذه الشروط وذكرا أنه سماها شروطًا وهذا يؤيد احتمال التحريف، انظر الأزهية ٥٧، وإتحاف السادة: ٥/ ٣٤، ٤٤، وممن سلك هذا المسلك الطرطوشي في كتابه الدعاء ص ٤٤، ٥٧.
(٣) إتحاف السادة: ٥/ ٣١.
(٤) المرجع نفسه: ٥/ ٤٤.
(٥) المرجع نفسه: ٥/ ٤١، وانظر كلام الطرطوشي في كتابه الدعاء المأثور وآدابه ص: ٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>