للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بقيت نقطة أخيرة تتصل بذلك الطريق البري، الذي يربط المناطق المرتفعة الزراعية بالمناطق الشمالية، حيث يصل إلى شمال الطائف، ويتصل بطريق الحجاز، ويعرف بـ "درب أسعد كامل" -نسبة إلى الملك أب كرب أسعد- والطريق دون شك، يعد تحولا خطيرا في الطرق البرية القديمة، التي كانت منتشرة في حافة الصحراء الشرقية المتصلة بالجوف، إذ يشير إلى تحول هذا الطريق من الأراضي السهلة إلى الهضاب التي يعيش عليها المزارعون، الذين يعيشون على الزراعة التي تعتمد على المطر، وقد شمل هذا التحول فيما شمله طريق البخور واللبان القديم١.

ويروي الأخباريون أن الذي خلف "أب كرب سعد"، إنما هو "ربيعة بن نصر اللخمي"، وأنه قد رأى رؤيا هالته فسار بأهله إلى العراق وأقام بالحيرة وحكم فيها، ومن عقبه كان "النعمان بن المنذر" ملك الحيرة٢، ثم عاد الملك إلى "حسان بن تبان بن كرب"، وهو -فيما يرى البعض- أخو زرقاء اليمامة التي صلبت على باب مدينة "جو"، والتي سميت فيما بعد "اليمامة" نسبة إليها٣، الأمر الذي ناقشناه من قبل.

على أن "جون فلبي" قد جعل العرش بعد وفاة "أب كرب أسعد" لشقيقه "ورو أمر أيمن" "٤١٥-٤٢٥م"، ثم إلى ابن أخيه "شرحبيل يعفر" والذي حكم في الفترة "٤٢٥-٤٥٥م" على رأي "فلبي"٤ وفي الفترة "٤٢٠-٤٥٥م" على رأي هومل٥. وإن كان "فلبي" عاد مرة أخرى فحدد له الفترة التي حددها "هومل"٦- ولعل من الغريب أن يتجاهل "فلبي" "حسان يهأمن" ابن "أب كرب أسعد"- رغم أنه ذكر في نص "فلبي ٢٢٧" ونعت بأنه "ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنات وأعرابها في الجبال وفي التهائم"٧.


١ جواد علي ٢/ ٥٧٦-٥٧٧، وكذا LE MUSEON, ١٩٦٤, ٣-٤, P.٤٢٣, ٤٩٣
٢ ابن الأثير ١/ ٤١٨-٤٢٠، صبح الأعشي ٥/ ٢٣.
٣ ابن كثير ٢/ ١٦٧، أخبار الزمان ص١٢٤-١٢٦، ياقوت ٥/ ٤٤٢-٤٤٧، البكري ٢/ ٤٠٧، المعارف ص٢٧٤-٢٧٥، مروج الذهب ٢/ ١١١-١١٩، تاريخ ابن خلدون ٢/ ٢٤-٢٥، المقدسي ٣/ ١٧٨، ملوك حمير وأقيال اليمن ص١٤٢-١٤٣.
٤ J.B. PHILBY, OP. CIT., P.١٤٣
٥ جواد علي ٢/ ٥٧٧، وكذا HANDBUCH, P.١٠٤
٦ LE MUSEON, ١٩٦١, ١-٢, P.١٧٤. وكذا J.B. PHILBY, ARABIAN HIGHLANDS, P.٤٦٠
٧ جواد علي ٢/ ٥٧٨.

<<  <   >  >>