للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بهم من جبَّار طاغ، وفاسق باغ، شيد الله بهم الهدى، وجلى بهم العمى، لم يسمع بمثل العباس، وكيف لا تخضع له الأمم لواجب حق الحرمة؟ أبو رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أبيه، وإحدى يديه، وجلدة بين عينيه، أمينة يوم العقبة، وناصره بمكة١، ورسوله إلى أهلها، وحاميه يوم حنين، عند ملتقى الفئتين، لا يخالف له رسمًا، ولا يعصي له حكمًا، الشافع يوم نيق العقاب٢، إلى رسول الله صلى الله عليه وآله في الأحزاب، ها إن في هذا أيها الناس لعبرة لأولي الأبصار".

"شرح ابن أبي الحديد م ٢: ٢١٥".


١ يشير إلى ما كان من العباس في غزوة أحد، وذلك أن جيش المشركين خرج من مكة لمحاربة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى نزلوا مقابل المدينة، وبلغ الخبر الرسول من كتاب بعث به إليه عمه العباس الذي لم يخرج معهم في هذه الحرب محتجا بما أصابه يوم بدر، وكان بمكة يكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبار المشركين "وقيل إنه كان قد أسلم قبل الهجرة، وكان يكتم إسلامه".
٢ موضع بين مكة والمدينة. وذلك أن العباس شفع فيه يوم فتح مكة في أبي سفيان، وفي أهل مكة فعفا النبي صلى الله عليه وسلم عنهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>