وذكره السيوطي في الخصائص ١/١٤٧، وغزاه لابن عساكر أيضاً. قلت: رجاله ثقات وهم من رجال الستة. ر: التقريب على الترتيب ١/١٩٧، ١/١١٥، ١/٥٨. وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: "كلّ الخير أرجوه من ربّي". فهو بيّن في كمال ثقته صلى الله عليه وسلم بربّه عزوجل. وفيه تطييب لنفس عمّه العباس رضي الله عنه، كما أن دفاع أبي طالب في حياته عن النبي صلى الله عليه وسلم وحمايته عن أذى المشركين قد حصل له بذلك خير في الآخرة، كما ورد في الحديث الصحيح عن العباس بن عبد المطلب أنه قال: يا رسول الله، هل نفعتَ أبا طالب بشيء، فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ فقال: "نعم. هو في ضحضاح من النار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار". أخرجه البخاري. ر: فتح الباري ٧/١٩٣، ح ٣٨٨٣، ومسلم ١/١٩٤. وعن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أهون النار عذاباً أبو طالب منتعلاً بنعلين يغلي منهما دماغه". أخرجه مسلم ١/١٩٥. والذي تصرّح به هذه الأحاديث الصحيحة وغيرها في أمر أبي طالب هو معتقد أهل السنة والجماعة فيه بعكس الرافضة التي تدّعي موت أبي طالب على الإسلام، وتستدل عليه بأحاديث قال عنها الحافظ ابن حجر: "بأن أسانيدها واهية"، وقد أفاض وأجاد الحافظ ابن حجر في الإصابة ٧/١١٢-١١٦، في ترجمة أبي طالب في الرد على شبه الرافضة في دعوى إسلام أبي طالب. ٢ أخرجه البخاري في كتاب الأدب باب ٩٦ر: فتح الباري ١٠/٥٥٧، ومسلم ٣/٢٠٣٢، ٢٠٣٣، عن أنس رضي الله عنه.