للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نحو عشرين ألفا من الترك والمغاربة فتقاتل الجيشان وانتصر طامي عليهم وغنم منهم الكثير١.

وفي سنة ١٢٣٠ هـ انضم طامي بن شعيب ومن معه من عسير وألمع إلى جيوش فيصل بن سعود لقتال الترك في تربة قرب الطائف وقد تغلب عليهم الترك وتفرق جندهم.

ثم إن الجيوش التركية واصلت سيرها إلى الجنوب فوصلوا بيشة ثم إلى تبالة٢ حتى وصلوا إلى بلاد طامي بن شعيب ورعاياه من عسير وألمع ورفيده، وقد قاومهم طامي بما استطاع ولكنه عجز وهرب أخيرًا إلى شعوف الجبال، وما زال في توجه إلى الجنوب حتى وصل إلى صبيا حيث استدعاه الحسن بن خالد الذي كان وزيرًا لحمود الشريف، ثم سلمه للأتراك الذين كانوا في بحث عنه فبعثوا به إلى محمد علي الذي سيره إلى مصر حيث قتل وصلب فيها٣.

وبهذا دخلت عسير في الحكم التركي، وانكمشت عنها الدولة السعودية فأصبح النفوذ والقوة للأتراك، وبهذا ضعف دور العلماء سيما البكريون٤ الذين كانوا يتولون القضاء والتوجيه في البلاد وإعانة أمرائهم في نشر دعوة التوحيد.


(١) نفس المصدر: (١/ ١٨٠) .
(٢) تَبَالة بلد يقع إلى جنوب الطائف, وتبعد عن بيشة بما لا يزيد عن ٣٠ كم, وهناك تباله أخرى في بلاد زهران, وذكر أيضًا أن صنم دوس بها, قال ابن بشر في ((عنوان المجد)) : (١/ ١٨٢) , بأنها البلد التي هدم فيها المسلمون زمن عبد العزيز بن محمد (ذا الخلصة) وهو الصنم الذي كان قد بعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم جرير بن عبد الله البجلي فهدمه فلما طال الزمان أعادوه.
(٣) انظر: ((عنوان المجد)) : (١/ ١٨٣) .
(٤) وهي الأسرة التي ينتمي إليها المؤلف كما سيأتي بيانه ص ٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>