منادمته وخطابه؛ فأحببت ألا يخلو مثل هذا التاريخ من ترجمة مثل هذا المؤرّخ، إذ جرت العادة أن المؤرّخين لا يترجمون أنفسهم؛ ورأيت من بعض ما يجب على أن أذكر نبذة من ذكر بعض أحواله على سبيل الاختصار فأقول:
هو يوسف بن تغرى بردى بن عبد الله الأمير جمال الدين أبو المحاسن بن الأمير الكبير سيف الدين تغرى بردى اليشبغاوى الظاهرى أتابك العساكر بالديار المصرية، ثم كافل المملكة الشامية. سألته عن مولده فقال:
مولدى بالقاهرة بدار الأمير منجك «١» اليوسفى بجوار مدرسة السلطان حسن، فى حدود سنة اثنتى عشرة وثمانمائة تقريبا.
قلت: وتوفى والده الأمير الكبير تغرى بردى المذكور بدمشق على نيابتها فى محرّم سنة خمس عشرة وثمانمائة، فربّاه زوج أخته قاضى القضاة ناصر الدين محمد بن «٢» العديم الحنفى الى أن مات ابن العديم المذكور فى سنة تسع عشرة وثمانمائة، وتزوّج بأخته شيخ الإسلام قاضي القضاة جلال الدين «٣» عبد الرحمن البلقينى الشافعى، فتولى تربيته وحفّظه القرآن العزيز الى أن كبر وانتشا وترعرع، وحفظ مختصر القدورى فى الفقه، وطلب العلم وتفقه بالشيخ شمس الدين محمد الرومى الحنفى، وبقاضى القضاة