للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذهب ثعلب - فيما رواه ابن منظورٍ١- إلى أنّ أصله (ع ي ن) لقولهم: عَانَ الماء يَعِيْنُ؛ إذا جرى طاهراً، وأنشد للأَخْطَل:

حَبَسُوا المَطِيَّ عَلَى قَديْمٍ عَهْدُهُ ... طَامٍ يَعِيْنُ، وَمُظْلِمٌ مَسْدُومُ٢

وأجاز الفرّاء٣ هذا الوجه، وجعله (مَفْعُولاً) من العيون؛ وعلى هذا فأصله (مَعْيُون) فنقلت ضمّة الياء إلى العين، ثمّ حذفت الواو؛ لالتقاء السّاكنين؛ فصار (مَعُيْناً) ثمّ كسرت العين لمناسبة الياء٤.

والاشتقاق من (ع ي ن) قريب؛ ألا تراهم يسمّون الماء الجاري (عَيْناً) ولم يسمّوه (مَعْناً) ؟.

ومن ذلك تداخل (م هـ ن) و (هـ ي ن) في قوله عزّ وجلّ {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ} ٥ وهو يحتمل الوجهين:


١ ينظر: اللّسان (معن) ١٢/٤١١.
٢ ينظر: ديوانه ١/٣٨٩.
٣ ينظر: معاني القرآن ٢/٢٣٧.
٤ ينظر: معجم مفردات الإبدال والإعلال ٢٠٠، والجدول في إعراب القرآن ٩/١٦٧.
٥ سورة الزخرف: الآية ٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>