للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي المعاريض من السعة ما يستغني بها الداعية عن الاضطرار إلى الكذب، ولا ضير في ذلك، ومن هذا ما ورد في سيرة الحبيب المصطفى ((١)

وهذا من أساليب الدعوة إلى الله، ذلك لما يعايش الداعية من الموانع والمضايقات وما يواجه من الصعاب والعقبات والمواقف الحرجة، فكان لا بد له من سلاح يُقَدّر به للمواقف بما يناسبها، للخروج من المآزق إبقاء على نفسه واستمرارا للدعوة لئلا يمسها مساس أهل الفوضى والريب، وقطعا لألسنة المنافقين الذين يثيرون الشكوك والجدل والأكاذيب لتشويه صورتها، فلا بد للمسلم إن ضاقت به ضائقة أن يكون حكيما في تصرفاته فَطِنَا لَبِقاً لطيفاً يعرف المداخل والمخارج دون أن يلجأ إلى الكذب أو يحرج نفسه بإخباره خلاف الواقع.


(١) فقد روي أنه إذا أراد سفرا لغزوة وَرَّى بغيرها، ومثله قوله (لمن قال له في طريق الهجرة: ممن الرجل؟، (من ماء) ، حيث أراد (ذكر مبدأ خلقه، ومثله أيضا قول الصديق (حينما سئل عن النبي (فقال: هو هاد يهديني، وغير هذا كثير والله أعلم. صحيح البخاري ج٦/١١٢، وروح المعاني للألوسي ج٧/١٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>