لكن الأمر انعكس لانتكاس عقولهم فلجئوا إلى الدفاع عن الآلهة بالتهديد والتخويف من بطشها:(وحاجه قومه قال أتحاجوني في الله وقد هدان ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئاً وسع ربي كل شيء علماً أفلا تتذكرون، وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا، فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون.. ((الأنعام ٨٠، ٨١) .حيث يستحقوا أن يتوجوا بتاج العز والكرامة الإلهية، لأنهم:(الذين آمنوا ولم يَلْبِسُوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ((الأنعام ٨٢) . (١) في الدنيا بالهداية والتوفيق للحجج والبراهين، وفي الآخرة:(لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون ((الأنبياء ١٠٣) .
وختاماً يمتنُّ الله على الخليل (بمنّةِ العون غلى الدعوة وعلى غيرها فيقول: (وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إنّ ربك حكيم عليم ((الأنعام ٨٣) . فعندما تصدق النية ويخلص الإخلاص يأتي التأييد الرباني والإلهام الإلهي ليفتح للعبد أنواع أبواب الدعوة وطرائقها.
المطلب الثالث:(استثارة الخصم)
(١) روى الشيخان وغيرهما عن عبد الله (قال: لما نزلت {الذين آمَنُوا ولَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهم بِظُلم} شق ذلك على أصحاب رسول الله (، وقالوا: أيّنا لا يظلم نفسه؟، قال رسول الله (: (ليس هو كما تظنون،.إنما هو كما قال لقمان لابنه) : (يا بُنَيّ لا تُشْرِك بِالله إِنّ الشّركَ لَظُلمٌ عَظِيم (. (لقمان ١٣) . صحيح البخاري ج١/٨٧، ٦/٣٨٩، ٨/٢٩٤، ومسلم ج١/١١٤، جامع البيان للطبري ج٥/٢٥٤.