للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومما يتصل بدراسة الهاء صوتياً أنها لا تستعمل حرف روي إلاّ إذا كانت أصلا من أصول الكلمة الأخيرة في بيت الشعر، أو كان قبلها ساكن (١١٨) . وقيد الساكن هنا غير دقيق كما يرى إبراهيم أنيس الذي يقول: "أن الهاء في لم يعلمه ولم يعرضه وأمثالها ليست حرف روي، فرغم أنه قد سكن ما قبل الهاء في هاتين العبارتين، لانكاد نحس فيهما بموسيقى القافية، فليس يكفي سكون ما قبل الهاء لجعلها رويّاً (١١٩) ". ويرى أنه من الواجب أن ينصوا بوضوح على أن الهاء لا تحسن في الروي إلاّ إذا سبقها حرف مَدٍّ مثل لا يرعاه، ولاينساه (١٢٠) ". كما أن الهاء التي للتبيين الحركة لاتعُدّ من حروف الروي نحو: اقضه وارمه، وكذلك الهاء التي للتأنيث نحو: طلحه وحمزه، ولاهاء الإضمار نحو ضربته وضربتها (١٢١) .

فالهاء في قول لبيد:

عفت الديارُ مَحَلُها فمقامُها

بمنى تَأَبَّد غَوْلُها فرجامُها

ليست روياً، "فالروي هو الميم، والهاء بعد الميم هي الصلة لأنها اتصلت بالروي والألف بعدها الخُرج" (١٢٢) كما أن الهاء في قصيدة إبراهيم طوقان السابق ذكرها صفحة ١٠ ليست حرف روي، بل النون قبلها.

وليست الهاء في قول شوقي:

قِفْ بطوكيو وطُفْ على يُكاهامَهْ

وسَلْ القَرْيَتَينِ كَيْفَ القيامَهْ

دَنَتْ الساعةُ التي أُنذرَ النا

سُ وحلَّت أشراطُها والعلامَهْ

قِفْ تَأَمَّلْ مصارعَ القومِ وانظرْ

هل ترى من ديارِ عادٍ دَعامَهْ

خُسِفَتْ بالمساكِنِ الأرضُ خَسفاً

وطوى أَهْلُها بِساطَ الإقامَهْ (١٢٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>