للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالجواب: بل في هذا الأثر بدلالة مفهوم المخالفة أنهم كانوا يرفعون أيديهم في قنوت الوتر في غير رمضان. والذي يظهر في معنى هذا الأثر بالنظر إلى جميع ما ورد في المسألة، أن يقال: إن مراد الزهري بيان أنهم لم يكونوا يرفعون أيديهم في دعاء قنوت الوتر جميعه، بل كانوا يرفعونها في أوله ثم يرسلونها، كما ورد عن ابن مسعود، أو أن مراده أنهم ماكانوا يرفعون أيديهم في أوّل دعاء القنوت إنما كانوا يرفعونها في آخره، كما هو اختيار عبد الرزاق الصنعاني، فقد قيل له: أترفع يديك إذا دعوت في الوتر؟ قال: نعم في آخره قليلا" (١) ، أو فيه أنهم رضي الله عنهم كانوا أحياناً يرفعونها في قنوت الوتر وأحياناً لا يرفعونها، وترك الرفع في دعاء القنوت كان يحصل منهم في قنوت الوتر في رمضان.

عن مغيرة عن إبراهيم قال: "ارفع يديك للقنوت" (٢) .

وقال الوليد: أخبرني عامر بن شبل الجرمي قال: رأيت أبا قلابة يرفع يديه في قنوته (٣) .

وقال الوليد بن مسلم: سألت الأوزاعي عن رفع اليدين في قنوت الوتر؟ فقال: لا ترفع يديك وإن شئت فأشر بإصبعك.

قال: ورأيته يقنت في شهر رمضان ولا يرفع يديه ويشير بإصبعه" (٤) .

وعن سفيان قال: "كانوا يستحبون أن تقرأ في الثالثة من الوتر قل هو الله أحد، ثم تكبر وترفع يديك ثم تقنت" (٥) .

وكان عبد الله بن المبارك يقنت بعد الركوع في الوتر وكان يرفع يديه (٦) .

وعن عبد الله بن أحمد بن حنبل رحمه الله: "سألت أبي عن الرجل إذا أراد أن يوتر في الصلاة يرفع يديه؟ فقال: إذا قنت الرجل يرفع يديه حذو صدره، ورفع يديه في قنوته في الوتر" (٧) .


(١) المصنف (٣/١٢٣، تحت رقم ٥٠٠٣) .
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٢/٣٠٧) ، بإسناد صحيح عنه.
(٣) السنن الكبرى للبيهقي (٣/٤١) .
(٤) مختصر قيام الليل ص١٤٠.
(٥) مختصر قيام الليل ص١٤٠.
(٦) السنن الكبرى للبيهقي (٢/٢١٢) .
(٧) مسائل عبد الله لأبيه أحمد بن حنبل ص٩٠، المسألة رقم (٣١٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>