للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فإن] (١) قلتَ: هل يجوز رفع (سيّ) على أنَّ (لا) عاملة عمل (ليس) قياسا وإن كان لم يُسمع إلاَّ بالنَّصب؟

قلتُ: لا يجوز لعدم ملاقاته القصد؛ إذ المراد بقولك: (ساد العلماءُ ولاسِيّما زيدٌ) نفي جنس المماثل لزيد بنفي جميع أفراده، لا النَّفي في الجملة الصَّادق بنفي الوَّاحد الَّذي لا ينافي ثبوت الأكثر كما هو مفاد [العاملة] (٢) عمل (ليس) .

وذهب بعضهم: إلى أنَّ (ما) في حالة الرَّفع خبر (لا) (٣) قال في " المغني ":

(ويلزمه كفّ (سيّ) عن الإضافة من غير كافٍّ، وأمَّا ما يقال يلزمه عمل (لا) في معرفة فيرده إمكان تقديرها نكرة موصوفة) (٤) انتهى.

وقوله: " أعْرِبَنْ " أي: وجوبا كما هو حقيقة (افْعِلْ) خصوصا وقد أكده بالنّون وقدَّم الجارّ والمجرور ليفيد الحصر، فأُخذ منه أنَّ النَّصب لا يجب فيه الإعراب ويأتي لنا فيه كلام.

تنبيهٌ: أصل " سيّ " سِوْي دخله ما دخل (سيِّد) (٥) ، ودليل أنَّ عينه (واو) قولهم في تصرف مادَّته: تساويا وتساوينا ومتساويان، وتثنيته (سيَّان) (٦) ويُستغنى حينئذ عن الإضافة كما استُغني عنها مرادفه وموازنه (مثْل) في قوله:


(١) في الأصل: إنْ، وما أثبته من " أ " و " ب ".
(٢) في الأصل: المعاملة، وما أثبته من " أ " و " ب ".
(٣) ممن قال به الأخفش، أي: أن " سيّ " اسم " لا "و " ما " الموصولية في موضع رفع خبرها؛ ينظر الارتشاف ٣/ ١٥٥٠.
(٤) لم أجده في المغني.
(٥) أي: اجتمعت الواو والياء على وجه يقتضي قلب الواو ياء فقلبت وأدغمت الياء المنقلبة عن الواو في الياء الأصلية.
ينظر الكتاب ٤/ ٣٦٥، والمنصف ٢/ ١٥ – ١٨، والممتع ٢/ ٤٩٨، وشرح الشافية للرضي ٣/ ١٣٩.
(٦) ينظر مادة " سوا " في اللسان ١٤/ ٤١٠ – ٤١١، ومغني اللبيب ١٤٨ – ١٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>