للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولنرجع إلى المقصود فنقول: مقتضى الترتيب الوضعي في (ولاسِيّما) أن يبحث فيها أوَّلا: عن " الواو" من حيثُ كونها اعتراضية أو غيره ممَّا يأتي؛ ثمَّ عن " لا " من حيثُ جواز حذفها وعدمه وغيرهما ممَّا يأتي؛ ثمَّ عن " سيّ " من حيثُ الإعراب وعدمه؛ ثمَّ عن " ما " من حيثُ كونها موصولة أو نكرة [موصوفة أو نكرة] (١) زائدة وغيره؛ ثمَّ عن مجموع " ولاسِيَّما " هل هو من أدوات الاستثناء؟ ثمَّ عن الاسم الواقع بعدها من حيثُ إعرابه، وحلول الجملة محله وعدمه، والمصنّف خالف هذا الترتيب؛ لأنَّ قصده البيان على أيّ وجه كان، أو أنه اهتم بما قدَّمه على غيره بحسب ما ظهر له [فتأمّل] (٢) .

وأخلَّ بالبحث الأوَّل ولنتكلّم عليه فنقول: قرَّر بعض مشايخنا أنَّ (الواو) في (ولاسِيَّما) اعتراضية بناء على ما قيل بجواز الاعتراض في آخر الكلام (٣) ؛ وأقول: - بفضل الله – هو غير متعيّن، إذ لا مانع من جعلها للحال (٤) ، وجملة (لاسِيَّما كذا) حال من الاسم الواقع قبل (ولاسِيَّما) فيكون محلّها [نصبا] (٥) أبداً، فإذا قلت:


(١) ما بين المعكوفين زيادة من " أ " و " ب ".
(٢) في الأصل: يتأمل: وما أثبته من " أ " و " ب ".
(٣) ممن يرى أن الواو اعتراضية الرضي حيث قال: (اعلم أن الواو التي تدخل على " لاسيما " في بعض المواضع ...... اعتراضية ......، إذ هي مع ما بعدها بتقدير جملة مستقلة) شرح الكافية
١/ ٢٤٩ وينظر حاشية الأمير على المغني ١/ ١٢٣، والمعجم المفصل في النحو العربي ٥٥٨.
(٤) قال أبوحيان في الارتشاف ٣/ ١٥٥٣: (ويجوز دخول الواو على " لاسيما " فتقول: " قام القوم ولاسيما زيد " والواو واو الحال) .
(٥) في الأصل: نصبٌ، وما أثبته من " أ " و " ب ".

<<  <  ج: ص:  >  >>