للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

توضع موضع الفاء؛ كقوله١: [المتقارب]

٤١٥- جرى في الأنابيب ثم اضطرب٢


= موطن الشاهد: {فَأَقْبَرَهُ ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ} .
وجه الاستشهاد: مجيء "ثم" حرف عطف يفيد الترتيب والتراخي؛ لأن نشر الموتى يوم القيامة؛ وبين دفن الإنسان وبين نشره مدة طويلة لا يعلمها إلا الله.
القائل هو: أبو دؤاد الإيادي، واسمه حارثة بن الحجاج؛ وقد مرت ترجمته.
١ تخريج الشاهد: هذا عجز بيت، وصدره قوله:
كهز الرديني تحت العجاج
والبيت من قصيدة يصف فيها فرسه، وينشد قبله قوله:
إذا قيد قحم من قاده ... وولت علابيبه واجلعب
والشاهد من شواهد: التصريح: ٢/ ١٤٠، والأشموني: ٨١٤/ ٢/ ٤١٧، والمغني: ١٨٦/ ١٦٠، والسيوطي: ١٢٤، ومعاني ابن قتيبة: ١/ ٥٨، والعيني: ٤/ ١٣١، والهمع: ٢/ ١٣١، والدرر: ٢/ ١٧٤، وديوان أبي دؤاد الإيادي: ٢٩٢.
المفردات الغريبة: الرديني: الرمح المنسوب إلى ردينة؛ وهي امرأة اشتهرت بصنع الرماح بهجر. العجاج: الغبار، والمراد: ما تثيره أقدام المتحاربين أو خيولهم. الأنابيب: جمع أنبوب؛ وهو ما بين كل عقدتين من القصب.
المعنى: أن اهتزاز هذا الفرس وسرعة عدوه ذهابا وجيئة في أثناء القتال، يشبه اهتزاز الرمح واضطرابه، في سرعة وخفة، في كل ناحية تحت غبار المعركة.
الإعراب: "كهز": متعلق بخبر لمبتدأ محذوف؛ وبعضهم علقه بمحذوف واقع صفة لمفعول مطلق محذوف عامله "اجعلب" في بيت "سابق، وهو مضاف. الرديني: مضاف إليه من إضافة المصدر إلى مفعوله. "تحت": منصوب متعلق بـ"هز"، وهو مضاف. العجاج: مضاف إليه مجرور. جرى: فعل ماضٍ مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر؛ والفاعل ضمير مستتر جوازا؛ تقديره: هو. "في الأنابيب": متعلق بـ"جرى". ثم: حرف عطف. اضطرب: فعل ماضٍ مبني على الفتح، وسكن لضرورة الروي.
موطن الشاهد: "ثم اضطرب".
وجه الاستشهاد: مجيء ثم -هنا- بمعنى الفاء؛ لأن اضطراب الرمح يحدث عقب اهتزاز أنابيبه مباشرة، في لحظات من غير مهلة. وفي معنى الفاء وثم، يقول ابن مالك:
والفاء للترتيب باتصال ... وثم للترتيب بانفصال
=

<<  <  ج: ص:  >  >>