للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتجويز سيبويه في "هذاذيك" في البيت، وفي "دواليك" من قوله١: [الطويل]

٣٢٩- دواليك حتى لكنا غير لابس٢


١ القائل: هو سحيم الأسود؛ عبد بني الحسحاس، شاعر رقيق الشعر، أعجمي الأصل، اشتراه بنو الحسحاس -وهم بطن من بني أسد- فنشأ فيهم، رآه النبي صلى الله عليه وسلم وأعجب بشعره، وعاش إلى أيام عثمان بن عفان رضي الله عنه، شبب بنساء بني الحسحاس، فقتلوه، وأحرقوه، وذلك نحو ٤٠هـ.
الجمحي: ١/ ٣٦، فوات الوفيات: ١/ ١٦٦، والسمط: ٧٢١، الأعلام: ٣/ ٧٩.
٢ تخريج الشاهد: هذا عجز بيت وصدره قوله:
إذا شق برد شق بالبرد مثله
وينشد قبله:
كأن الصبيريات وسط بيوتنا
...
ظباء تبدت من خلال المكانس
فكم قد شققنا من رداء منير
...
على طفلة ممكورة غير عانس
وهن بنات القوم إن يظفروا بنا
...
يكن في ثبات القوم إحدى الدهارس
وهو من شواهد: التصريح: ٢/ ٣٧، والأشموني: ٦١٦/ ٢/ ٣١٣، وسيبويه: ١/ ١٧٥؛ وروى عجزه: دواليك حتى ليس للبرد لابس، وأمالي الزجاجي: ١٣١، والجمل: ٢٩٧، والخصائص: ٣/ ٤٥، والأغاني: ٢٠/ ٤، والمخصص: ١٣/ ٢٣٢، والهمع: ١/ ١٨٩، والدرر: ١/ ١٦٢؛ وقال إن الرواية الصحيحة: "إذا شق برد شق بالجيب برقع"، وصبح الأعشى: ١/ ٤٠٧، ونهاية الأرب: ٣/ ١٢٦، وديوان سحيم: ١٦.
المفردات الغريبة: برد: هو الكساء الموشى؛ أي المخطط المزخرف. دواليك: من المداولة، وهي المناوبة بينك وبين غيرك.
المعنى: إذا شق واحد منا برد صاحبه ومزقه؛ شق الآخر برده كذلك بالتناوب؛ حتى نرى ولكنا ليس عليه برد. قيل في سبب ذلك؛ إن الرجل كان إذا أراد تأكيد المودة بينه وبين من يحب، واستدامة صحبته شق كل واحد منهما برد الآخر؛ لاعتقادهم أن ذلك، أبقى للمودة بينهما.
الإعراب: إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان، خافض لشرطه منصوب بجوابه مبني على السكون، في محل نصب على الظرفية الزمانية. شق: فعل ماض مبني للمجهول. برد: نائب فاعل مرفوع. شق: فعل ماض مبني للمجهول أيضا. "بالبرد": متعلق بـ"شق" الثاني. مثله: نائب فاعل مرفوع، وهو مضاف، والهاء: في محل جر بالإضافة. دواليك: مفعول مطلق -لفعل محذوف- منصوب، وعلامة نصبه الياء؛ لأنه مثنى، وهو مضاف، =

<<  <  ج: ص:  >  >>