و إن الناصب هو مخالفة ما بعد إلا لما قبلها، ويحكى هذا عن الكسائي. ز- إن الاسم المنصوب يقع اسما لـ "أن" -بتشديد النون- مؤكدة محذوفة وخبرها محذوف أيضا؛ وتقدير الكلام في "قام القوم إلا زيدا": قام القوم إلا أن زيدا لم يقم، وقد حكي هذا القول عن الكسائي؛ وهو تكلف ظاهر. ح- إن "إلا" مركبة من "إن" المؤكدة ولا العاطفة، ثم خففت "إن" بحذف أحد نونيها، ثم أدغمت في "لا" فإذا انتصب ما بعدها، فذلك من أجل تغليب حكم "إن"، وإذا لم ينتصب فمن أجل تغليب حكم "لا" العاطفة؛ ونسب هذا القول إلى الفراء؛ وهو أشد تكلفا من سابقه. انظر شرح التصريح: ١/ ٣٤٩. ١ "٢" سورة البقرة، الآية: ٢٤٩. موطن الشاهد: {شَرِبُوا مِنْهُ إِِلَّا قَلِيلًا} . وجه الاستشهاد: مجيء ما قبل "إلا" وهو شربوا كلاما تاما موجبا؛ لأن المستثنى منه موجود؛ وهو "الواو" في شربوا؛ ولم يتقدم عليه نفي ولا شبهه؛ فجاء ما بعد إلا "قليلا" منصوبا على الاستثناء؛ وحكم نصبه على الاستثناء -في هذه الحال- الوجوب؛ لتوفر الشروط اللازمة. ٢ القائل: هو: الأخطل؛ غياث بن غوث التغلبي النصراني، وقد مرت ترجمته. ٣ تخريج الشاهد: هذا عجز بيت وصدره قوله: وبالصريمة منهم منزل خَلَقٌ وهو من شواهد: التصريح: ١/ ٣٤٩، والأشموني: "٤٤٤/ ١/ ٢٢٨"، والعيني: ٣/ ١٠٣ ومغني اللبيب: "٤٩٦/ ٣٦٣"، وديوان الأخطل: ١٦٨. المفردات الغريبة: الصريمة: اسم موضع، وأصله: المنقطع من الرمل. خلق: بالٍ. عافٍ: دارس مندثر. النؤي: جدول صغير يحفر حول الخباء لمنع السيل عنه. المعنى: إن بهذا الموضع منزلا باليا خلفه القوم، تغيرت حاله، ودرست معالمه، ولم يبق منه إلا الحفرة التي كانت حوله، والوتد الذي يربط به الخباء أو الدواب. الإعراب: "بالصريمة": متعلق بمحذوف خبر مقدم. "منهم": متعلق بمحذوف حال =