للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خلافا له وللجرجاني١؛ لأن الطالب للمعمول إنما هو الأول، وأما الثاني فلم يؤتَ به للإسناد، بل لمجرد التقوية، فلا فاعل له، ولهذا قال٢: [الطويل]

٢٤٠- أتاك أتاك اللاحقون احبس احبس٣


= والعيني: ٣/ ٧، ٤/ ٣١١، والمقرب: ٢٦، وشرح المفصل: ٤/ ٣٥، والخصائص: ٣/ ٤٢، والنقائض لأبي عبيدة: ٦٣٢، وقطر الندى: "١١٤/ ٣٤٧"، وديوان جرير: ٤٧٩.
المفردات الغريبة: هيهات: اسم فعل ماضٍ بمعنى بعد. العقيق: مكان بالحجاز. خل: خليل وصديق. نواصله: نصله من المواصلة والوصال.
المعنى: بعد عنا كثيرا ذلك الموضع ومن يقطن به من الأحباب والأصدقاء، وبعد الصديق الذي كنا نأنس به، ويصلنا ونصله.
الإعراب: هيهات: اسم فعل ماضٍ بمعنى بعد. هيهات: توكيد للأول. العقيق: فاعل "هيهات" الأول. و"هيهات" الثاني لا فاعل له؛ لأنه إنما أتى به لتقوية معنى البعد المسند إلى العقيق. ومن: الواو عاطفة، من: اسم موصول معطوف على العقيق في محل رفع. "به": متعلق بمحذوف صلة الاسم الموصول. وهيهات: الواو عاطفة. هيهات: اسم فعل ماضٍ. خل: فاعل هيهات الأخير مرفوع. "بالعقيق": متعلق بمحذوف صفة لـ "خل". نواصله: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: نحن، والهاء: مفعول به.
موطن الشاهد: "هيهات هيهات العقيق".
وجه الاستشهاد: استشهد بهذا البيت على عدم وجود التنازع؛ لأن "هيهات" الثاني توكيد لاسم الفعل الأول؛ والأول: هو العامل، وجيء بالثاني؛ لتقوية الأول وتوكيده، حيث أكد به البعد، ومن -هنا- ندرك أن المعمول ليس مطلوبا لهما معا، وإنما هو مطلوب في المعنى للأول ليس غير.
١ هو أبو بكر: عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني، النحوي الفارسي، إمام العربية واللغة والبيان، أول من دون علم المعاني، تخرج على أبي الحسن محمد بن الحسن الفارسي "ابن أخت أبي علي الفارسي" ولم يقرأ على غيره، له مؤلفات مفيدة منها: شرح الإيضاح، دلائل الإعجاز، أسرار البلاغة ... وغيرها. مات سنة: ٤٧١ هـ.
البلغة: ١٢٦، إنباه الرواة: ٢/ ١٨٨، بغية الوعاة: ٢/ ١٠٦، شذرات الذهب: ٣/ ٣٤٠، الأعلام: ٤/ ١٧٤.
٢ لم ينسب البيت إلى قائل معين.
٣ تخريج الشاهد: هذا عجز بيت وصدره قوله:
فأين إلى أين النحاة ببغلتي
=

<<  <  ج: ص:  >  >>