للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله١: [الطويل]

١٧٩- حسبتُ التقى والجودَ خيرَ تجارةٍ٢


=
فلما لقينا عصبة تغلبية ... يقودون جردا في الأعنة ضمرا
سقيناهم كأسا سوقنا بمثلها ... ولكنهم كانوا على الموت أصبرا
فلما قرعنا النبع بالنبع بعضه ... ببعض أبت عيدانه أن تكسرا
والشاهد من شواهد: التصريح: ١/ ٢٤٩، ومغني اللبيب: "١٠٧٨/ ٨٣٣" والسيوطي: ٣١٤، والعيني: ٢/ ٣٨٢، وشرح التبريزي لديوان الحماسة "تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد"، ١/ ١٥٠.
المفردات الغريبة: وكنا حسبنا كل بيضاء شحمة: كنا ظننا شيئا فوجدنا الأمر على خلاف ما كنا نظن، وهذه العبارة مأخوذة من المثل: "ما كل بيضاء شحمة، ولا كل سوداء تمرة". جذام وحمير: قبيلتان من قبائل اليمن.
المعنى: كنا ظننا في قومنا -لما نعلمه من شجاعتهم ومقدرتهم الفائقة في الحرب- أنهم سيقهرون أعداءهم بمجرد اللقاء بهم، وأن أولئك الأعداء، سيهزمون حين يرون أنفسهم أمام شجعان لا قبل لهم بمنازلتهم؛ ولكننا وجدنا في الأعداء قدرة وصلابة وصمودا في المواجهة، وصبرا على النزال، لم يكن متوقعا؛ ولعل هذا البيت من خير ما قيل في إنصاف الخصوم.
الإعراب: كنا: فعل ماضٍ ناقص، واسمه، حسبنا: فعل ماضٍ يفيد الرجحان، و"نا" فاعل. كل: مفعول به أول لـ "حسب" بيضاء: مضاف إليه. شحمة: مفعول به ثانٍ. لاقينا: فعل ماضٍ، وفاعل. جذام: مفعول به. وحميرا: معطوف على "جذام" وجملة "لاقينا ... " في محل جر بالإضافة.
موطن الشاهد: "حسبنا كل بيضاء شحمة".
وجه الاستشهاد: مجيء فعل "حسب" القلبي بمعنى الرجحان ونصبه مفعولين اثنين؛ الأول: كل؛ والثاني: شحمة.
١ هو: لبيد بن ربيعة العامري، وقد مرت ترجمته.
٢ تخريج الشاهد: هذا صدر بيت وعجزه قوله:
رباحا، إذا ما المرء أصبح ثاقلا
وهو من كلمة طويلة للبيد عدتها اثنان وتسعون بيتا، وأولها قوله:
كبيشة حلت بعد عهدك عاقلا ... وكانت له خبلا على النأي خابلا
=

<<  <  ج: ص:  >  >>