للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنه يوصف بالاسم إذا وصف، والقول بأنه توكيد خطأ١.

فإن فقد الإفراد نحو: "لا رجل قبيحا فعله عندنا" أو "لا غلام سفر ظريفًا عندنا" أو الاتصال نحو: "لا رجل في الدار ظريف" أو "لا ماءَ عندنا ماءً باردًا" امتنع الفتح، وجاز الرفع والنصب، كما في المعطوف بدون تكرار "لا"، وكما في البدل الصالح لعمل "لا" فالعطف نحو: "لا رجل وامرأة فيها"، والبدل نحو: "لا أحد رجل وامرأة فيها"، فإن لم يصلح له فالرفع نحو: "لا أحد زيد وعمر فيها" وكذا في المعطوف الذي لا يصلح لعمل "لا" نحو: "لا امرأة فيها ولا زيد".

[دخول همزة الاستفهام على "لا" لا يغير حكمها] :

وإذا دخلت همزة الاستفهام على "لا" لم يتغير الحكم.

ثم تارة يكون الحرفان باقيين على معنييهما، كقوله٢: [البسيط]

١٦٦- ألا اصطبار لسلمى أم لها جلد٣


١ لأنه مقيد بالوصف، فليس مرادفا في اللفظ "لما" الأولى المطلقة؛ وأجازه بعضهم على اعتبار أن الوصف طرأ بعد التوكيد. كما جوزوا إعرابه بدلا؛ ومنعه بعضهم؛ لأنه يلزم عليه تقديم البدل على النعت، وهو ممنوع.
شرح التصريح: ١/ ٢٤٣، ٢٤٤.
٢ القائل هو: مجنون بني عامر؛ قيس بن الملوح، وقد مرت ترجمته.
٣ تخريج الشاهد: هذا صدر بيت، وعجزه قوله:
إذًا ألاقي الذي لاقاه أمثالي
ويروى صدر البيت:
ألا اصطبار لليلى ...
وهو من شواهد: التصريح: ١/ ٢٤٤، وابن عقيل: "١١٤/ ٢/ ٢٢"، والأشموني: "٣٠٥/ ١/ ١٥٣" وهمع الهوامع: ١/ ١٤٧"، والدرر اللوامع: ٢/ ١٨٢، ومغني اللبيب: "٩/ ٢١" "١١٠/ ٩٧"، والسيوطي: ١٥، ٧٧، وديوان قيس: ٢٢٨.
المفردات الغريبة: اصطبار: تصبر وتجلد واحتمال. جلد: صلابة وثبات. لاقاه أمثالي: كناية عن الموت.
المعنى: أيذهب الصبر، وينتقي عن سلمى وتجزع؟ أم تتجلد، وتثبت إذا لاقيت ما لاقاه أمثالي من الموت؟. =

<<  <  ج: ص:  >  >>