للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكسر إن كان جمعا بألف وتاء١، كقوله٢: [البسيط]

١٥٦- إن الشباب الذي مجد عواقبه ... فيه نلذُّ ولا لذات للشيب٣


١ بلا تنوين، نيابة عن الفتحة؛ أو بالتنوين على رأي بعضهم.
٢ القائل هو: سلامة بن جندل بن عبد عمرو، من بني كعب بن سعد التميمي، يكنى أبا مالك، شاعر جاهلي من الفرسان، ومن أهل الحجاز، في شعره جودة، يعد من طبقة المتلمس؛ وهو من وُصَّاف الخيل؛ له: ديوان شعر صغير رواه الأصمعي، وأكثر المؤرخين على أنه جاهلي قديم، مع أنهم يذكرونه معاصرا لعمر بن كلثوم، ويقولون: إنه مات سنة ٢٣ ق. هـ.
الشعر والشعراء: ١/ ٢٧٢. الخزانة: ٢/ ٨٥، سمط اللآلي: ٤٩ و٤٥٤، شعراء الجاهلية: ٤٨٦، الأعلام: ٣/ ١٠٦.
٣ تخريج الشاهد: البيت من كلمة مستجادة؛ أولها قوله:
أودى الشباب حميدا ذو التعاجيب ... أودى؛ وذلك شأو غير مطلوب
ولى حثيثا، وذاك الشيب يتبعه ... لو كان يدركه ركض اليعاقيب
ويروى صدر البيت الشاهد هكذا:
أودى الشباب الذي مجد ...
والشاهد من شواهد التصريح: ١/ ٢٣٨، والأشموني: "٢٩٦/ ١/ ١٥١"، وابن عقيل: "١٠٩/ ٢/ ٩" وهمع الهوامع: ١/ ٢٣٨، وفيه برواية: أودى الشباب ... ، وكذلك الدرر اللوامع ١/ ١٢٦؛ والشذور: "١١/ ١٢٥" والخزانة: ٢/ ٨٥، وشرح شواهد الألفية للعيني: ٢/ ٣٢٦، والمفضليات، للمفضل الضبي: ١٢٠.
المفردات الغريبة: مجد عواقبه: نهايته شرف وعزه. الشيب: جمع أشيب وهو الذي أبيض شعره.
الإعراب: إن: حرف مشبه بالفعل. الشباب اسمه. الذي: صفة لـ "الشباب". مجد: خبر مقدم مرفوع. عواقبه: مبتدأ مؤخر، والهاء: مضاف إليه؛ وهو الأفضل؛ لأنه يجوز الإخبار بالمفرد عن الجميع؛ إذا كان مصدرا؛ لأن المصدر لا يثنى ولا يجمع؛ وجملة "مجد عواقبه": صلة للموصول، لا محل لها. "فيه": متعلق بـ "نلذ" الآتي. نلذ: فعل مضارع، والفاعل: نحن. ولا: نافية للجنس، لذات: اسم لا، مبني على الكسر، أو الفتح في محل نصب. "للشيب": متعلق بمحذوف خبر "لا".
موطن الشاهد: "لا لذات".
وجه الاستشهاد: مجيء اسم "لا" النافية للجنس، وهو "لذات" جمع مؤنث سالما، وورد البيت ببناء "لذات" على الكسرة نيابة عن الفتحة، كما ينصب بها؛ لو كان معربا. وورد في رواية أخرى ببنائه على الفتح؛ وفي هذا دليل على جواز الوجهين في مثل هذا الشاهد.

<<  <  ج: ص:  >  >>