للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال المبرد: مضاف لمحذوف مماثل لما أضيف إلي الثاني١، وقال الفراء: الاسمان مضافان للمذكور٢، وقال بعضهم: الاسمان مركبان تركيب خمسة عشر ثم أضيفا٣.

الرابع: ما يجوز ضمه ونصبه؛ وهو المنادى المستحق للضم إذا اضطر الشاعر إلى تنوينه؛ كقوله٤: [الوافر] .

٤٣٧- سلام الله يا مطر عليها٥


١ ويكون نصب الثاني حينئذ -على أحد الأوجه المذكورة عند ضم الأول؛ وهو أن يكون منادى، أو عطف بيان، أو بدل ... إلخ، والأصل: يا سعد الأسود سعد الأسود؛ فحذف من الأول؛ لدلالة الثاني عليه؛ وهو نظير قوله في نحو: قطع الله يد ورجل من قالها؛ وهو قليل في كلامه.
٢ وهو رأي ضعيف؛ لأن فيه توارد عاملين على معمول واحد.
٣ وتكون فتحة الثاني -على هذا- فتحة بناء. وإلى هذا النوع أشار ابن مالك بقوله:
في نحو: "سعدَُ سعدَ الَاوْسٍ" ينتصِبْ ... ثانٍ وضم وافتح أوَّلًا تًصِبْ
والمعنى: في مثل يا سعد سعد الأوس مما وقع فيه المنادى مفردا مكررا، والثاني مضافا، يجب نصب الثاني منهما؛ أما الأول: فيجوز فيه الضم والفتح -كما بَيَّنَ المؤلف- وأما إذا كان الاسم الثاني غير مضاف؛ نحو: يا محمد محمد، أو يا سعد سعد؛ جاز بناؤه على الضم على أنه منادى حذف قبله حرف النداء، أو بدل؛ وجاز رفعه ونصبه؛ باعتباره توكيدا لفظيا على اللفظ أو المحل.
انظر حاشية الصبان: ٣/ ١٥٤، والتصريح: ٢/ ١٧١.
٤ القائل: هو: الأحوص؛ محمد بن عبد الله بن عاصم الأوسي، وقد مرت ترجمته.
٥ تخريج الشاهد: هذا صدر بيت، وعجزه قوله:
وليس عليك يا مطرُ السلام

<<  <  ج: ص:  >  >>