قال العلامة أبو عبد الله محمد بن القويع: ولا أتحقق كيف ترتيبها.
وقد ذكر ابن سعيد أن شعار سلطان إفريقيّة يوم الجمعة لا يجتمع بأحد بل يخرج عندما ينادي المنادي [بالصلاة]«١» ويشقّ رحبة قصره ما بين خواص من المماليك الأتراك، فعندما يعاينونه ينادون: سلام عليكم نداء عاليا من صوت واحد يسمعه من يكون بالمسجد الجامع، ثم يتقدمه وزير الجند بين يديه في ساباط «٢» يخرج هناك للجامع (٥١٨) عليه باب مذهب سلطاني، والوزير لا يخرج معه من هذا الباب بل يسبق فيفتح الباب، ويخرج السلطان منه وحده، ويقوم له جماعة الوقافين من أعيان الدولة، ولا يقوم له في الجامع غيرهم، وليس له مقصورة مخصوصة، فإذا انفصل عن الصلاة قعد في قبة كبيرة له في صدر الرحبة، وحضر عنده أقاربه ثم يدخل قصره.
قال: وربما خرج إلى بستان له من أعظم ما تهمّمت ببنيانه الملوك، واحتفلت بغرسه السلاطين، ويخرج في نحو مئتي فارس من شباب أرباب دولته يعرفون بالصّبيان يوصلونه إلى البستان ويرجعون، ويبقى وزراؤه نوابا له وهم ثلاثة: وزير الجند، وهو بمنزلة الحاجب بمصر، ووزير المال وهو المسمّى صاحب الأشغال، ووزير الفضل وهو كاتب السرّ، ومهما تجدّد عند كلّ واحد منهم أمر يطالعه بالمكاتبات فيما يتعلق بشغله المنوط به، ويجاوبهم بما يراه.
قلت: وركوبه إلى البستان في زقاق من قصبته إلى البستان محجوب بالحيطان لا يراه فيه أحد، والمشهور أنّ سلطانها الآن قليل الرّكوب، فإذا ركب إلى البستان لا يكون معه إلا جواريه وخدمه.