وعلى يمين السلطان فارس وعلى يساره فارس هما من أكابر أشياخه من العشرة المقدّم ذكرهم.
وخلف السلطان فارس إليه أمور الأعلام والصّناجق يقال له صاحب العلامات مثل أمير علم، ووراءه أعلام القبائل، ولكلّ قبيلة في علمها ما تمتاز به من الكتابة، والكتابة مثل: لا إله إلا الله، أو الملك لله أو ما يناسبهما، ووراء الأعلام الطبول والبوقات وأصحاب النفير، وخلفهم فرسان يعرفون بمحركي الساقة بأيديهم عصيّ يرتّبون الناس، وهؤلاء هم بمنزلة النقباء.
وخلف هؤلاء العسكر والجند، والفارس الذي على يمين السلطان إليه أمر دقّ الطبول، يقول: دقّ فلان باسم كبير الطبالة.
ويخرج السلطان لصلاة العيدين من طريق، ويعود من أخرى، وهذا هو زيّ ملوك هذه المملكة وترتيبهم في الخروج للعيدين والأسفار، ولا يزال من حول السلطان ممن ذكرنا أنهم يمشون بقدر ساعة ثم يركبون و [يطوف]«١» بالسلطان جماعة يقرءون حزبا من القرآن الكريم، ثم يقف السلطان ويدعو ويؤمن الجند على دعائه، ويؤمن الناس على تأمينه، ويجدّ السلطان والناس السير فإذا كانوا في فضاء كان مشيهم على هذا الترتيب [وإن ضاق بهم الطريق مشوا كيف جاء على غير ترتيب]«٢» إلا أنّ السلطان لا يتقدم عليه جنده، فإذا قربوا من المنزلة وقف السلطان ودعا وأمّن على دعائه كما تقدم.
وأعلام هذا السلطان الذي تحمل له سبعة أعلام التي تحمل وراءه الأوسط أبيض وإلى جانبه أحمر وأصفر وأخضر.