للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلو أنّه بالهجر أضحى مهدّدي ... لما ساءني علما به أنّه ينسى

وحكي أنّه حضر مجلس بعض الأكابر، وقد غصّ المجلس، وبهتت فيه عيون النرجس، وقمعت فيه أصابع المنثور، وأعطي فيه أمير الحسن ذؤابة شعره المنشور، وطال إعمال الكؤوس، حتى غمضت الجفون، ولم يبق من دور الكأس حال من الجنون، وثم أمنية ابن تميم قد تركه السّكر لقى، وخلا (١٥١) خدّه المضرّج مخلقا. فنهض غير مرّة لتقبيله، ثمّ خاف أعين قبيله، فقعد بعد اللّجاج، ورجع رجوع الصادي، والماء يجلا عليه في الزّجاج، فقال: [الكامل]

كيف السّبيل لأن أقبّل خدّ من ... أهوى وقد نامت عيون المجلس

وأصابع المنثور تومي نحونا ... حسدا وتغمزها عيون النّرجس

وفيه يقول: [السريع]

أبدى الذي أعشقه شامة ... تزيد بلبالي ووسواسي

بصحن خدّ لم يغض ماؤه ... ولم تخضه أعين النّاس

وفيه يقول، وقد أفاض عليه درعا، ضاق به ذرعا، وقد جعل شعره في كيس من الأطلس، منع بها حيّته أن تسعى، أو تجدّد له لسعا: [الكامل]

شهد القتال وحاجباه وطرفه ... تغنيه عن حمل الصّوارم والقسي

أعطاه أرقم شعره جلبابه ... درعا فعوّضه بثوب أطلس

وأمّا ما لم يقع لنا فيه من شعره خبر، فقوله في البنفسج والورد: [الكامل]

إن البنفسج مذ أتاه مبشّر ... بالورد عرّض وحشه من أنسه

الورد يورده الحمام فلبسه ... ثوب الحداد لرزأة في نفسه

وقوله يهجو: [الكامل]

<<  <  ج: ص:  >  >>