للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مكّن يدي من لمسه قال لي ... من يلمس الثّعبان في وكره

فقال: أحسنت والله، فبحياتي انظر إلى حسن هذه المنطقة في خصره، ثمّ قل فيها شيئا. وكان الغلام قد شدّ عليه منطقة مجوهرة، قد عانقته كأنّها كلّفت بحبّه، وشغفت بخصره غراما، فتعلّقت به، وتلك المنطقة كأنّما توشّحت بالمباسم، أو توشّعت بأصل المواسم، قد جعلت للهوى به أقوى سبب، وجليت صفوا كالرّاح طفا عليها الحبب، فقال: [الكامل]

كم قلت إذ شدّ الحياصة شادن ... كلّ القلوب بأسرها في أسره

أتراه قد شغف النّجوم محبّة ... فتساقطت وتعلّقت في خصره

فقال: أحسنت والله، فبحياتي قل أيضا، فقال: [الكامل]

لّما رأت عيني مناطقك التي ... أضحت بخصرك دائما تتعلّق

لا تستقرّ وقد علتها صفرة ... ونحول جسم بالصبابة ينطق

أيقنت أنّ الخصر ضاع نحافة ... فلذا تدور جوى عليه وتقلق

فقال: أحسنت والله، فبحياتي قل أيضا، فقال: [المتقارب]

بروحي حبيب إذا ما بدا ... رأيت العيون به محدقه

أعار التّثنّي قدود الغصون ... فأعطته من حليها منطقه

فسنى له الجائزة، ثم قال له: لك الاقتراح، وكان وقت راح، فقال: أن تأذن لي أن أسافر إلى مصر مدّة، ولك أن تشترط في أيّام الغيبة العدّة. فأذن له على شرط لازم، فشمّر تشمير عازم، ثمّ ما بلّل طلّ الشّجر أطراف الأردية، إلّا وقد ندّ من الأندية، وخلّف رقعة كتب فيها إليه: [السريع]

(١٤٥) إنّي وبعدي عنك يا يامالكي ... وأنت بالإحسان لي ناظر

<<  <  ج: ص:  >  >>