للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليلة قرّة قد هبّ فيها ... نسيم لا تقابله الصّدور

نسيم يقشعرّ الرّوض منه ... إذا وافى ويرتعد الغدير

فعبس ذلك الرئيس وجهه وقطّب، وقال: ظننت والله أنّك تسرّنا فسؤتنا، فهلّا تكفّر هذا بما تقوله في هذه البحرة، فقال: [الطويل]

لقد قابلتنا بالعجائب بحرة ... مكمّلة الأوصاف في الطول والعرض

كأنّ الذي يرنو إليها بطرفه ... يرى نفسه فوق السّما وهو في الأرض

فقال له: فما شأن الفوارة؟ فقال: [الطويل]

وفوارة جادت على الأرض فانثنت ... عقيب الظّما بالرّيّ كالنّرجس الغضّ

وقد أرسلت لّما ارتوت فضل مائها ... هدايا على أيدي السّحاب إلى الأرض

فقال له: لقد والله عظم حقّك عليّ فاحتكم. فقال: إي والله، فقال: تهبني السّاقي، وكان غلاما روميّا ناعس الطّرف ناعم الظّرف، قد فاق بسحر عينيه، وفلّ الجيوش بكسر جفنيه. فقال: [الكامل]

روحي الفداء لمن أدار بلحظه ... صهباء في عقلي لها تأثير

فاعجب له من أن يصون بلحظه ... مشمولة وإناؤها مكسور

(١٤٣) فاستطار مسرّه، واستقلّ الغلام له في المبرّه.

وحكي أنّه جلس على بحرة، أشرقت سماؤها، وطاب بكفّيه المجلس ماؤها، والشمس قد توسّطت الظّهيرة، وأرخت ذوائب أشعّتها الضّفيرة، واللّجّة قد نصبت في كلّ ناحية حباله، وتناومت عينها فما رأيت من الشيء إلا خياله، والماء قد لبس من شعاع الشّمس فضّيّ الغلالة، وغابت سباع البركة، فلعبت الغزالة. فقال: [الطويل]

<<  <  ج: ص:  >  >>