العشرة ونغوّر، وقصدناه شاكرين لما أتاه، وانتظرنا عادة بره، وتوقعنا مادة فضله، فكان خلّبا شمناه، وآلا وردناه، وصرفنا الأمر في تأخرنا عنه إلى ما قاله عبد الله بن المعتزّ «١» : [الرجز]
إنّا على البعاد والتّفرّق ... لنلتقي بالذّكر إن لم نلتقي
وأنشدناه قول ابن عصرنا:[الوافر]
أحبّك في البتول وفي أبيها ... ولكنّي أحبّك من بعيد
«٢» وبقينا نلتقي خيالا، ونقنع بالذكر وصالا، حتّى جعلت عواصفه تهبّ، وعقاربه تدبّ، وهو لا يرضى بالتعريض حتى يصرح، ولا يقنع بالنفاق حتى يعلن؛ وشكا إلي بعض إخواننا أني خاطبته مخاطبة مجحفة، ونزلته منزلة متحيفة؛ فقال: إني أؤثر العربدة، وأسلف الموجدة؛ ويرميني في ذلك بدائه وينسلّ «٣» ، فكتبنا إليه «٤» : [المتقارب]