للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• قوله: "كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد": قال الإمام النووي : "قال العلماء: معنى البركة هنا الزيادة من الخير والكرامة، وقيل: هو بمعنى التطهير، والتزكية، واختلف العلماء في الحكمة في قوله: "اللهم صل على محمد كما صليت على إبراهيم" مع أن محمدًا أفضل من إبراهيم . قال القاضي عياض : أظهر الأقوال أن نبينا سأل ذلك لنفسه، ولأهل بيته؛ ليتم النعمة عليهم، كما أتمها على إبراهيم، وعلى آله، وقيل: بل سأل ذلك لأمته، وقيل: بل ليبقى ذلك له دائمًا إلى يوم القيامة، ويجعل له لسان صدق في الآخرين، كإبراهيم ، وقيل: كان ذلك قبل أن يعلم أنه أفضل من إبراهيم ، وقيل: سأل صلاة يتخذه بها خليلا، كما اتخذإبراهيم … والمختار في ذلك أحد ثلاثة أقوال:

أحدها: … أن معناه صلِّ على محمد، وتم الكلام هنا، ثم استأنف: وعلى آل محمد؛ أي: وصل على آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، فالمسؤول له مثل إبراهيم وآله، هم آل محمد لا نفسه.

القول الثاني: معناه: اجعل لمحمد وآله صلاة منك، كما جعلتها لإبراهيم وآله، فالمسؤول المشاركة في أصل الصلاة لا قدره.

القول الثالث: أنه على ظاهره، والمراد اجعل لمحمد وآله صلاة، بمقدار الصلاة التي لإبراهيم وآله، والمسؤول مقابلة الجملة؛ فإن المختار في الآل كما قدمناه أنهم جميع الأتباع، ويدخل في آل إبراهيم خلائق لا يحصون من الأنبياء، ولا يدخل في آل محمد نبي، فطلب إلحاق هذه الجملة التي فيها نبي واحد بتلك الجملة التي فيها خلائق من الأنبياء، والله أعلم" (١).


(١) شرح النووي على صحيح مسلم (٤/ ١٢٥).

<<  <   >  >>