للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بثلاثة أيام في مقال عنيف، وأكد أنها جاءت تشيع البقية الباقية من الحرية إلى مدفنها وأنها وزارة الوفاق الذي تم على حساب المصالح المصرية١.

توجس الوطنيون شرًّا من هذه الوزارة الجديدة بيد أن ذلك لم يعق صحفهم عن مهاجمتها ومهاجمة الاحتلال في كل مناسبة من المناسبات، ونال الخديوي من معارضتها هذه كثير من التهم القاسية التي بدت لينة في ملاحظات عن العلاقات الجديدة بين جورست والسراي٢ ثم تطورت إلى اتهام صريح للخديوي بأنه يحابي الاحتلال على حساب مصر في سبيل مصالحه الخاصة٣ وهناك أسباب أخرى دفعت إلى هذه الشدة الصحفية على جورست والخديوي والحكومة مصدرها فيما نعتقد أن شئون الدولة العليا ألقيت إلى مسيحي وهو أمر تبرم به غلاة المسلمين إذ ذاك٤، وزاد "اللواء" حدة أن الشيخ عبد العزيز جاويش تولى تحريره منذ ٣ مايو سنة ١٩٠٨ فحمل على دانلوب في المعارف ثم حمل على الحكم الإنجليزي في السودان وسمى القضاء على الثورة هناك "دنشواي أخرى" ثم عاود النشر في هذا الموضوع مستخفًا بتكذيب الحربية لمقاله الأول٥ وانتهى به الأمر إلى القضاء ومع ذلك فقد استمر في مقالاته الحادة يهجو بأسلوبه القاسي جميع الجهات، وامتازت عبارات بالإنشاء الحماسي الذي يلهب النفوس ويثير الهمم في مصر أو في غيرها من البلاد الإسلامية.

ويعتبر اللورد لويد أن تفكير الحكومة في تقييد حرية الصحافة مصدره كتابات الشيخ القاسية في اللواء٦ إذ رأى المسئولون أن قانون العقوبات


١ اللواء ١٧ نوفمبر ١٩٠٨.
٢ اللواء في ١١ أبريل ١٩٠٨ ثم لوجورنال دي كير في ٨ أبريل ١٩٠٨.
٣ الشباب ٦ أبريل ١٩٣٦.
٤ الوطن ٢٣ مارس ١٩١٠ وفيها تفصيل لهذا الرأي.
٥ اللواء في ٢٨ و٣١ مايو ١٩٠٨.
٦ LLOYD V.I, p. ٨٨- ٨٩

<<  <   >  >>